يجب احترام عبدربه منصور هادي، لم يعد بيننا وبينه ما يجيز التعدي اللفظي عليه.
كل رئيس سابق، منزوع الصلاحيات، يجب التعامل معه باحترام، وإذا أريد تقييم مرحلته فبأفضل ما يمكن من موضوعية.
كفوا عن تكرار الأخطاء مع الرؤساء السابقين.
* * *
الرد الحوثي متفاجئ، كتفاجؤ الشرعية يوم توقيع اتفاق الحوثي والزعيم علي عبدالله صالح..
وهذه فعالية الإنجاز.
أمام الحوثي فرصة أن يخيب كل خطاباتنا ضده وأنه ذراع إيران وسلالي وإمامي.. يرحب بما تم وينفتح على مناقشة السلام وإلا عاد للحرب.
لا تكرر خطأ هادي ومحسن يا "عبدالملك"، لو أنهما أيدا الزعيم صالح ذلك اليوم، لكانا بقيا شركاء في الحلول.
* * *
كل الأطراف بقياداتها بإعلامييها، محتفية بمجلس القيادة الرئاسي.
وسيحتاج الناس وقتاً لتحديد توجههم العام، فالمسألة ليست أن يحتفي كل طرف بقوته داخل شكل القيادة الجديدة الذي مرره الرئيس هادي بسهولة ويسر عكس كل المخاوف التي أدت إلى مشاورات الرياض.
بتعيينه في مجلس القيادة خطا طارق صالح خطوة كبيرة سياسياً، وهي خطوة لم تثر أي تحسس لدى الأطراف، وهذه علامة نضج، ومؤشر تصفير عداد التحالفات.
مأرب وتعز وصعدة اليوم في الواجهة، لكن كل وجوه الشمال هي في دولة افتراضية مبدئياً، والجنوب خطا خطوته الأهم ضمن خياراته الثلاثة.
ولكن الجبهات هي من ستحدد أهمية مجلس القيادة.
وقرارها بيد الحوثي، فالمجلس مكلف ببدء المفاوضات ما لم يرفض الحوثي ذلك.
قد تكون لحظة فارقة لاستعادة الشمال بالسلم، ولكن من يقنع عبدالملك الحوثي أن الانتماء اليمني لمنطقته وجيرانه تحول عظيم سيغسله من جرائمه كما غسل هادي ومحسن بقبولهما التنحي.
ستستريح أبين من أعباء رعاية الانقسامات، وستعود إلى جنوبيتها راضية مرضية.
قوة واستقرار ورضى الجنوب، هو الطريق الوحيد لاستعادة الشمال.
وبإذن الله أن تعيين "أبوزرعة" في المجلس القيادي سيقوي ويعمم منهج الحرب والنصر الذي اشتغل به الأشقاء، ويعزز قيمة الجبهات في السلطة الأعلى.
وحتى تتضح الآثار، يمكن التذكير بدهشة "إعادة التموضع".. لا تزال مفاعيله مستمرة.