شاهدت منشور يحيى صالح (عن استشهاد العميد طارق صالح في مطلع ديسمبر 2017)، ولأول مرة، وعاد للواجهة لأن أحد أصدقائي علق على المنشور، وطرأت بي مشاعر كثيرة وكبيرة ومختلفة، ولا يمكنني تفويتها دون الكتابة عن هذا الرجل، الذي موه الجميع بعد خسارة المعركة في ديسمبر صنعاء وأشيع خبر موته واستشهاده لذر الرماد في عيون الكهنوت حتى ينجو القائد، ويغادر جغرافية الظلام الأسود.
كنا جميعاً لا نأبه لمصيره، حواسنا متعلقة بالزعيم (صالح)، رغم أن القائد الفعلي للانتفاضة هو طارق صالح، ويهمنا مصير الزعيم وإذا فقدنا الزعيم فلقد فقدنا كل شيء، فقدنا كل شيء.. وطفقنا نبكي خسارتنا صالح، ونسينا الطارق.
الطارق، الذي هو الآن بعد سنوات من الجد والجهد والقتال، وتأسيسه قوة وطنية نخبوية وحصوله على منصب (عضو مجلس القيادة الرئاسي) كان ميتاً في ذلك التاريخ، مدفوناً، سقط شهيداً قبل عمه الشهيد، ولكن كلمة المقادير مختلفة، من عجنته القدرة لشيء جليل كبير مختلف لهو حقيق بالعودة من الموت إلى الحياة، والمجد.
لأجل شيء كبير ونبيل وخرافي نجا طارق صالح، عاد بكل قياديته، ليزم الجماهير ولكي يكون الانبثاقة الملحمية وليوحد الصف مع عمق الجنوب بالدم في دنيا الشمال، وليصبح الرقم الصعب، وصاحب القوة المثلى، والقائد، والعضو الرئاسي، والرمز الذي تستهويه أفئدة الناس.
هذا هو "طارق" نفسه، الذي مات، عاد محروساً بالموت لخلق الحياة.
فمن مات مرة لا يعتريه الموت أخرى ولا يصيبه، ومن شيعته الناس مرة بدموع الفقد ستشيعه الجماهير مرة أخرى لعاليات المجد، وقد عاهد وأوفى عهده، وكان الكابوس الذي أرق بوجوده الكهنوت.
هذا هو الذي غادر صنعاء وحيداً شريداً لا يدرك أي جهة يتجه، أصبح اليوم خلفه هذه الجيوش، تأتمر بأمره، ولولا جهده وقدرته على تذويب كل الخصومات وتقويمه الصف لما كان بهذا الإنجاز الذي ترونه الآن، وتشاهدونه، لولاه، لولا الطارق.
لك الحياة أيها القائد، وللكهنوت الموت..
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك