عبدالسلام القيسي
" تعز".. المدينة المكورثة بالحصار الدامي
تعز.. مدينة قلبي.. المدينة المكورثة بالحصار الدامي منذ سبع سنوات وليس الحصار فقط.
فقد يتبادر إلى ذهن الناس والشاهد والمشاهد أنه مجرد حصار وكفى.
لا، لا، لا.. ليس كذلك! بل إضافة إلى الحصار تمطر المليشيات مدينة تعز بالقناصات والمقذوفات والدبابات وبكل أنواع الأسلحة ولا تمر يوم واحد دون أن يموت طفل أو تموت شابة وعجوز أو أي إنسان في هذه المدينة من الحوض إلى الضباب، ومن البعرارة إلى الثورة، ومن مقبنة إلى الشقب.
ومع ذلك، يرى العالم بمنظور الناس، فمطار صنعاء أغلى لدى العالم وأهم، وهذا ليس غلط العالم، ليس غلطاً للتحالف، أو للمجلس الرئاسي، بل غلط أبناء تعز الذين يجرون خلف اهتمامات هامشية ويتركون أهم قضاياهم.
فالإعلام وأخص الإعلام التفاعلي هو عقل العالم الباطن وذاكرته، هو كل شيء، ومن سطح هذه الوسائل يختار العالم أولوياته والمبعوت الأممي، فنحن أين نحن، أين؟
مبعوث أممي، أو محقق دولي، أو صحفي بمكتب الأمم المتحدة وهو يطالع الأولويات اليمنية يجد أن مطار صنعاء هو أهم ما يتم تداوله في خوارزميات الوسائل، وأن بقية الاهتمامات اليمنية ليست من صلب الكارثة وبالطبع تفكيرهم يتحول إلى تفكيك تلك العقد لفتح مسار جديد للسلام بين الأطراف اليمنية، وهنا يحضر التعزي وهو يهين مدينته وهو يتسبب بكل هذا الحصار الفج.
لدينا في تعز أسماء شهيرة، محط نظر الجميع، وقنوات هي محط الجميع، سواء كرهنا تلك الأسماء أو أحببناها.
فهي تقود الرأي، وهي من تصنعه، بمحافل العالم ومن هذه الأسماء توكل كرمان "النوبلية" ومروان الغفوري وسواهما الكثير على المستوى الإقليمي والمحلي حتى، وهؤلاء يهتمون بالهوامش، فالمتابع المحلي لم يعد يهتم بأمر حصار مدينة تعز.. مدينة الترندات.. وأبناء تعز ينشغلون بنوال النعمان ثم بتغريد وبألفت الدبعي و"الجواز بلا وصاية" ثم بزواج في منتزه التعاون ثم بشيرين وبألف ألف قضية مضحكة وجانبية ويتناسون بقصد أو دون قصد معركتهم الحقيقية، فمن سيهتم بأمرك وأنت لا تهتم بأمر نفسك؟!
قادة الرأي العام التعزي، من مكتب الثقافة، إلى جامع النور وإلى النوبلية توكل ومروان الغفوري، وإلى العشرات، بل والمئات تخلوا عن مدينتهم ولا يمكن للغريب أن يكون ألطف بمدينتك من القريب، لا يمكن لابن عدن وصنعاء والبيضاء وشبوة ومأرب أن يكون أقرب لأمرك من أمرك، إذا كنت أنت ستقود كل هؤلاء لتحقيق خيارات المدينة ولكنها تعز لا تعاني مشكلة، ولا أية مشكلة، ليست محاصرة ولا مقتولة..!
أتخيلني، أنا متابع لشأن تعز، ولست من تعز، وأشاهد المدينة كل المدينة بكل صفوفها الأولى والأخيرة وهي مهتمة وتعاني من الشد والجذب عن الحلال والحرام والكفر والإيمان وعن فلسطين وشيرين، وعن فلانة التي خطفت أحدهم، وتلك التي قتلت أحدهم، عن علان وعلانة وعن الخارج والداخل وعن كل شيء لا يخص تعز بالطبع سوف أجدني أترك رأيي ألا مشكلة في تعز....! تعز ليست محاصرة. مشكلة تعز في زفاف بالهواء الطلق، في ديانة شيرين، في طريق الضباب، في وفي وفي الخ، وهذه المشاكل ليست ضمن نطاق المشكلة اليمنية، بل مشاكل عائلية داخلية ولا شأن لأحد بأي مشكلة عائلية البتة..
تعز تعيش عهدها الفاضل، لا حرب في تعز، لا حصار، والذي يتداوله الناس هو مشكلة تعز الحقيقية فقط، فتابعوا ترندات تعز وستعرفون مشكلة المدينة الحقيقية ومن هو المشكلة..!
ثم تريدون أن ينظر لنا العالم ويفك الحصار عن تعز وهي أقل من مطار في صنعاء، هذا عجيب، وغريب.
فطريق حيس - الجراحي أهم لدى العالم من حصار تعز، لأن هناك المقاومة الوطنية من تترجم أولويات الناس، وتعز لا تساوي شيئا من أي شيء، فهي قليلة بلية مبلية بالأبناء أولاً.
لم يخطئ أحد بحق تعز، بل نحن..
نحن نطالب العالم أن يحسم الجدل بين توكل والحزمي، بين عبدالله أحمد علي وعبدالخالق سيف، وهل شيرين في الجنة أم شيرين في النار، هذه قضايانا..!
وقيمة المرء ما يحسن، وكفى.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك