خالد سلمان
اليمن إلى أين.. حل دائم أم هدنة ثالثة أم العودة لمربع الحرب؟
الثلاثاء المقبل تنتهي الهدنة، الجهود التوسلية وبلا ضغوط ملموسة ما زالت تُبذل إمريكياً وأممياً مع الحوثي، للموافقة على تمديدها، فيما الموقف المعلن على لسان مجلسه السياسي حتى الآن لم يغادر وصف الهدنة بالصدمة غير قابلة للتجديد.
حلحلة العقد في المفاوضات الإيرانية الأمريكية وبناء على المقترحات الأوروبية الجديدة، ربما تدفع ببصيص أمل وتقنع الحوثي عبر طهران بالاستجابة لمناشدات المجتمع الدولي حول الدخول في هدنة ثالثة.
واشنطن ترى على لسان مندوبتها في الأمم المتحدة، أن الهدنة هشة وضعيفة وأن واشنطن تضغط على الحوثي للموافقة على هدنة قادمة، ولم تقل ما هي هذه الضغوط، وما الذي تملكه واشنطن من أوراق ضغط إزاء سلطة صنعاء.
المفاوضات السعودية- الإيرانية لم تدخل مساراً جديداً، وما زالت تراوح مكانها بالدوران حول الملف الأمني، ولم ترتق إلى مستوى المباحثات السياسية.
الإمارات تعلن عن العمل لتطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع نظام إيران، وبرلين تلتقي حكومة الحوثي على مستوى وزيري الخارجية ولاندر كينج يتحرك عبر منصة عُمان.
ولا شيء وسط كل هذه الإشارات المتضاربة بين الإيجابية والمحبطة، يجيب على السؤال: حرب اليمن إلى أين؟
حل دائم أم هدنة ثالثة، أم العودة إلى مربع الحرب بكامل عنفوانها ودمويتها وفواتيرها الدامية المُكلفة؟
بين نعم ولا، أيام فاصلة فقط تجيب عن سؤال الحرب والهدنة،
تجديد أم انفجار.
* * *
طرفان بلا قرار، في موضوع الهدنة علينا أن نراقب طهران هي لسان حال صنعاء، أما الرئاسي فقد حسمت الرياض الأمر:
خروج آمن، لا مزيد من الحرب.
* * *
حملة “وانفروا خفافاً وثقالاً” الحوثية للتعبئة العامة والتجنيد، هو رده (الحوثي) العملي على مطالبته بوصل الهدنتين السابقتين بهدنة ثالثة، وهي -الحملة- ابتزاز عنوانه لا شيء يُقدم بالمجان.
الحوثي يحشد ونحن نقصفه ببيان!
* * *
العمل السياسي ولقاءات الرئاسي المتتالية بالجهات الحكومية، وإصدار البيانات الكاشفة لموقفه من تجديد الهدنة، كل هذا لا يلغي ضرورة العمل بخط موازٍ، في خلق أسباب القوة وتهيئة أجواء الاستعداد لما بعد رفض الحوثي للهدنة في حال قرر ذلك.
العمل بمستوى واحد كما تفعل الشرعية، لا يغير الواقع المختل، ويدفعه نحو مزيد من التوازن الذي يقود إلى سلام قابل للحياة وضامن لمصالح جميع الأطراف، دون أن يستفرد طرف بحصيلة مخرجات الحل.
الرئاسي يتحرك خارج الخيار العسكري، والحوثي يعمل على الخيارين معاً يفاوض لاستنزاف المزيد من المكاسب من المجتمع الدولي، ويحشد في الجبهات استعداداً للحرب.
وما لم ينتقل الرئاسي من لغة البيانات والمناشدات وإرسال الإضاءات حول موقف الحوثي من الهدنة، فإنه في لحظة صادمة سيجد نفسه مكشوفاً بالعجز، ومباغتاً بعدم الحيطة أمام استحقاقات الحرب.
العمل السياسي الداخلي والخارجي، مع شد لُحمة القوات المسلحة ورفع الجاهزية لما بعد الهدنة، وحده من يصنع الفارق ويرمم شروخ الشرعية، ويجعل منها جسداً متماسكاً غير قابل للكسر.
هذا إذا افترضنا أن قرار الحرب والسلم وطني، وهو ما لا تزكيه الوقائع على الأرض.
* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك