فصل جديد من فصول محافظة حضرموت يبدأ مع التعيين الأخير للبرلماني مبخوت بن ماضي محافظا لها، فهي القادرة على إدارة شؤونها برجالها ونسائها، وأبنائها على خبرات كوادرها المتراكمة والاستفادة من القصور مع كل محاولة.
حضرموت التي تتمحور ثروتها الحقيقية في مجتمعها المدني وإنسانها الحكيم المنضبط لم تقف بأقدام راسخة على الرغم من بعد رقعتها عن مواطن الصراع والحرب، ومع كل مقوماتها الوافرة إلا أن أبناءها ينافحون من أجل ستر الحال وحياة كريمة في حدّها الأدنى فينجحون ويخفقون، في ظل إمكانيات تضمن بأن يكون الحال غير الحال.
اجتهدت السلطة المحلية السابقة بقيادة اللواء فرج سالمين البحسني فأصابت وجانبت في ظل تحديات أمنية واقتصادية كبيرة تشهدها البلاد عامّة، وقدمت لنا مكاسب والكثير من التجارب والدروس التي يمكن الاستفادة منها والعمل على تجاوزها بتظافر أطياف المجتمع الرسمية والشعبية.
أمام المحافظ الجديد ملفات صعبة وكبيرة، أمنية وخدمية في المقام الأول، الأمر الذي يدعوه لإنشاء فريق عمل مؤسسي من أهل الكفاءة والخبرة، تسنده حضرموت بكل أبنائها بعيداً عن المحاصصة الحزبية وتقاسم المناصب وفق أجندة سياسية لن تسمن وتغني جوع العباد والبلاد.
أمامه معركة ضد الفساد في كافة الإدارات الكبرى والصغرى، ورفع مؤسسات الدولة ومكاتب الوزارات في المحافظة، أمامه محاربة الازدواج الوظيفي الذي يتعارض مع اللوائح القانونية والوطنية، وهي بدعة سيئة ظهرت في العديد من هياكل الدولة، يجب مكافحتها من قبل مجلس الرئاسة نفسه، وأن يكون أنموذجا في ذلك ويكرس جهده للقضايا والعمل الاستراتيجي للدولة.
خبرت حضرموت خلال سنواتها الماضية كل الأطياف والتيارات والقوى السياسية ولم تنل مرادها، وآن لها أن تتجرد عن غيرها لتحقق ذاتها، فما أكثر كوادرها وشبابها الغيورين عليها.
حضرموت أمّة واحدة، برجالها المخلصين ونسائها الماجدات وشبابها الغيورين عليها، حباها الله مقدرات بحاجة لحسن إدارة بقيادة صادقة.
تهانينا لقيادتها الجديدة معالي المحافظ مبخوت بن ماضي، ونشكر قيادتها السابقة سيادة اللواء فرج البحسني.
المهمة كبيرة.. لكن عزائم الرجال أكبر.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك