عبدالسلام القيسي
معركة شبوة وانهيار حلم إمارة "مرشد الإخوان"
بالمختصر، كان أحدهم يحلم حلماً كبيراً في المثلث الذهبي (الجوف.. مأرب.. شبوة).
وفي خضم هذا الحلم الكبير تقاطعت الأحداث، تواردت المشاريع.
ولا يمكنني الإفصاح عن رب الحلم، ولكنكم تعرفونه.
فالإمارة الجديدة المعززة إلى جانب النفط والغاز بمنفذ إلى البحر عبر "بلحاف" يجب أن تبتعد كثيراً عن خطابات المعركة الوطنية.
فالمعارك التي حدثت بنية الحصول على عدن كانت فقط للاكتفاء بشبوة ولتمويه خفية الحلم الكبير الأكبر بالنسبة لهم من كل هذه المعركة الوطنية.
تخيلوا معي.. صحراء كبيرة ممتدة من الجوف إلى شبوة، ومجتمع قليل، نفط وغاز وميناء، كانت نسخة من قطر تتشكل في الصحارى وبالغبار التاريخي.
هناك التاريخ من معين إلى عرش بلقيس وقتبان وهناك النفط والغاز، ولأجل تحقيق الحلم يمكن التنازل عن كل شيء.
إنه حلم، الحلم الذي كان قابلاً للتحقق ويديره "المرشد العالمي لإخوان الدنيا".
تخيلوا أن برميل نفط وغاز سيكون تحت تصرف جماعته، ياااه.
وأنا في الطريق من شبوة إلى مأرب ويساري الجوف أو يميني خطرت، لحظتي تلك، خريطة جديدة وسط هذه البلاد، إمارة سبأ من ثلاثة أحرف، وقطر أيضاً ثلاثة أحرف.
فالتمازج بين هذه الثلاث في الخارطة والثروة كفيلة بأن تمنح حاكمها النفوذ كله.
ولذا العنتريات لأجل "بلحاف" باسم "الوحدة" كانت للحقيقة "إرادة انفصالية" بحتة .
بالوحدة ارادوا بلع مخزون التاريخ والثروة.
ولذا إفشال المخطط سيقود الجماعة التي لا نعرف من هي للانتحار، لقد انهار الحلم.
انهار حلم السيد الكبير، فهو الذي كان بمقدوره دخول صنعاء عاد أدراجه، من نهم إلى شبوة، وجد نفسه وقد خسر اليمن ولم يربح هذا الحلم الجبار، ومليارات الدولارات التي صرفت لأجل هذا الحلم من قطر، وهي تشيد أعمدة قطر الثانية، ذهبت أدراج الرياح.
فهم أرادوها "الإمارة" وجندوا لها الناس داخل وخارج البلاد ومطالبتهم وعسكرتهم ناحية "المخا" سابق الأمر إنما لصرف النظر عن "إمارة قطر" الجديدة.
لا يمكن لهذه الإمارة الجديدة أن تتشكل دون ميناء.
كان "بلحاف" والضجيج الذي حدث لأجله هو المتنفس الوحيد الذي يبحثون عنه.
ولذا هم تخلوا عن كامل "الشرعية" مقابل "الإمارة".
ولهذا كان "بن لعكب" أشد خسارة لديهم من خسارة كل شيء لأنه بعض من ذلك الحلم، وكله.
عاد عوض العولقي (محافظ شبوة)، كان صافرة الفشل، وضاع حلمهم في السديم.
تلاشت الإمارة المفترضة بابن شبوة العولقي، وضاع نفط وغاز الإمارة الجديدة وبلحاف وكل مليارات "السيد الخفي" فقدت في الصحراء.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك