سعيد بكران

سعيد بكران

تابعنى على

تحالف "الإخوان" وقطر.. حساب المكاسب والخسائر

Monday 22 August 2022 الساعة 07:02 pm

يا جماعة لما يتأمل الواحد سؤال ماذا كسب "الإخوان المسلمون" من ارتباطهم بقطر وماذا خسروا؟

يستغرب فعلاً من هذه العلاقة الغريبة.

طبعاً لقطر مثل ما لغيرها من الدول أهداف وطموحات ومصالح وأحقاد وعداوات مع دول أخرى.. هذا طبيعي.

والتنظيم الدولي للإخوان بكل فروعه لديه أيضاً طموحات وأهداف وأحقاد وعدوات سواءً مع مجتمعاته المحلية أو مع أطراف إقليمية ودولية. 

وطبيعي أن التحالف بين الطرفين سيحمل كل طرف أجندات الآخر من أجل الوصول للمكاسب المشتركة.

عندما تراجع قائمة المكاسب والخسائر لتحالف أو ارتباط الإخوان المسلمين بقطر تصدمك النتيجة.

الخاسر الأكبر من هذه العلاقة هم الإخوان المسلمون، بل إن رصيدهم كله من هذا التحالف الغريب هو الخسارة فقط والخسارة الماحقة.

في الطرف الآخر، الطرف القطري عندما يتأكد أن حليفه تم سحقه تماماً يذهب مباشرة لترتيب وضعه مع الواقع الجديد ويبيع الحليف.

في مصر مثلاً كان الإخوان قبل الارتباط القوي بقطر في وضع ممتاز، حضور في الدولة المصرية، تمثيل برلماني، مناصب حكومية، حضور اقتصادي، شركات ضخمة تتبع الجماعة ووجود ضخم في الإعلام، قنوات فضائية وإذاعات وصحف، مساجد ومنابر ودعاة.

انخرطوا في الحلف مع الدوحة وانخرطت الدوحة معهم بقوة في جميع المحافل الدولية إعلامياً وسياسياً وقدمت دعما ماليا ودفعتهم للثورة ثم شجعتهم للحصول على الرئاسة والسلطة.. ومن أعلى القمة التي أوصلت قطر حلفاءها إليها سقطوا أو أسقطوا ليس مهماً.

المهم أنهم سقطوا وخسروا كل ما كان بإيديهم، كل شيء كان معهم فقدوه ليس هذا فقط، بل فتحت لهم السجون وصدرت الأحكام بالإعدامات بالجملة وتم مصادرة جميع الأدوات والإمكانات التي تخصهم من الاقتصاد إلى الإعلام إلى المساجد والجمعيات وووو الخ.

بعد أن أصبحت خسارة الحليف الإخواني ماحقة ومؤكدة ونهائية ذهبت الدوحة للمصالحة مع الدولة المصرية بقيادة السيسي الساحق الماحق للحليف.

لم يسأل إخواني واحد ماذا خسرنا من تحالفنا مع الدوحة وماذا كسبنا؟ 

في اليمن نفس الشيء.. كان الإخوان دولة في عهد علي عبدالله صالح، دولة داخل الدولة حتى نفط الدولة كان يبيعه الإخوان عبر شركات حميد الأحمر. 

لديهم جيش ومناطق عسكرية وجهاز الأمن السياسي، لديهم اقتصاد مواز، شركات في كل مجال واتجاه.. إعلام مواز وحضور في إعلام الدولة، لديهم تعليم مواز وسيطرة على التعليم الرسمي.

دخلوا في شراكة مع قطر وما زالوا حتى اليوم، خسروا كل ما سبق من حضور لكن ماذا كسبوا؟ 

كسبوا جائزة نوبل لتوكل والمهرية لمختار الرحبي و"المتخري" للمليكي.

 ومكاسب من هذا النوع في الفضاء الافتراضي، تويتر، فيس بوك، نشطاء مفسبكين سبابين لعانين في المنافي. 

السؤال الذي يبطح نفسه بعد حساب المكاسب والخسائر لتحالف الإخوان وقطر:

هل تسهم قطر في تنمية مكاسب الإخوان وتدعم التنظيم فعلاً لتمكينه لكنها تفشل أو هم يفشلون؟

أم أنها رأس القاطرة التي تقطر الجماعة للمدافن لدفنها بالعداوات مع خصومها بالدعم القطري؟

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك