يوجد مثلث جغرافي جبلي شبه خال من السكان بين أبين وشبوة ومفتوح على البيضاء بطرق جبلية وعرة تتخذ منه عناصر القاعدة موقعا للتمركز وتنفيذ عملياتها ضد القوات الجنوبية انطلاقا منه.
في الأمس تم استهداف نقطة في مرخة غرب شبوة واستشهاد جنديين من دفاع شبوة فيها، وبعدها فجر (أمس) تم استهداف موقع للقوات الجنوبية في "مقاطين" جنوب أبين واستشهاد 21 جنديا وضابطا، وتم القضاء على سبعة من المعتدين وأخيرا تم استهداف قائد لواء (هدار الشوحطي) بقناص في "الحد" شمال أبين قد تكون القاعدة أو الحوثي من يقف وراء عملية القنص.
لا يمكن القضاء على العناصر الإرهابية بعمليات منفصلة في أبين أو شبوة، ولكن في عملية واحدة مشتركة للمحافظتين تمشط هذا المثلث الجبلي بقوات من أبناء المنطقة وقيادتهم مع كامل الدعم المطلوب البشري والمادي من إخوانهم من بقية المحافظات، ثم تأمين هذا المثلث بتواجد عسكري ثابت يقطع أي محاولة للتسلل من اتجاه محافظة البيضاء.
تذكروا جيدا أن عدن لم تستطع التغلب على العمليات الإرهابية في 2016 إلا بعد أن تم تأمين مديرية تبن لحج من تلك العناصر التي كانت تستخدم ذلك الامتداد الجغرافي للحركة والانطلاق إلى عدن..
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى، وعلى عمق الجرح إلا أن الأبطال في نقطة "مقاطين" أبين لقنوا المعتدي درسا واضحا في الثبات مهما كان الغدر أو المباغتة وأن القوات الجنوبية لن تكون أهدافا سهلة دون أن يدفع المعتدي حياته ثمنا لها.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك