نبيل الصوفي
إرهاب الجنوب وأحلام استعادة الشمال
الدم الذي أراقه الإرهاب اليوم في أبين، اقتص من القتلة قبل أن يبرد.
قتل المهاجمين واعتقل من بقي منهم حياً.
والتحقيق سيكشف الخيوط..
الأمان للجنوب من إرهاب هدد به سياسيون وروج له إعلاميون من مسقط والدوحة وتركيا.
* * *
الجنوب، رصاصة واحدة.. صدر واحد، وحدة في الوجع وفي المواجهة.
* * *
لولا الدعم الإماراتي، وما يصل جندي الحزام والعمالقة وما توفر من قوات جنوبية، لانهار الجنوب.. وانهار معه أي حلم باستعادة الشمال.
دولة الهيلمان الكذاب في معاشيق، لا تقدم شيئاً لمعركة الدم الجنوبي من 2016 وإلى اليوم. بالعكس، هي تمتصه وتعيش على حقوقه، بدلات وعلاوات وغدوات وسفرات وصوالين مدرعة وحسابات بنكية لا تعرف النقصان..
وحده المقاتل يقف في وجه الشر، شر العدو وخذلان السلطة، وغرور النصير وشتات الجميع.
قد يراق دمه صابراً محتسباً، وطفله ينتظر قيمة دفاتر المدرسة.
لا خذلان، سيصبر الطفل، ويكبر مؤمناً بقداسة الواجب الذي سقاه والده بدمه، والجنوب عاطفة دفاقة لا تستكين.. ولكن هذا النقاش والزعيق المحيط بالشهيد والشهادة، ما علاقته بالمعركة؟
يكتب صاحب البدلة والكرفتة، الجنوبي، مشبعاً بظنون وأوهام، يزبط هنا ويوجه هنا.. على القوات أن تفعل، على المعركة أن تتوسع، يتحدث كأنه متكئ على دولة فخمة الحضور.
هي معركة مباشرة، معركتك أنت وأخوك المقاتل، إن لم تساندها بانتباه وانفتاح وتجديد وبحث في الأسباب ومحاولة كل واحد من جهته على تجاوز هذه الأسباب، فصدقني أنت والقاتل سواء، تقفان ضد حلمك بوطنك ودولتك واستقرارك.
أعيدوا تقييم خطابكم.. مطالبكم.. وأدركوا خطورة الوضع، أنتم رأسمال المعركة، بالله عليكم تلفتوا لذواتكم.
ما فيش دولة لا عندكم ولا معكم، على الأرض.
المشوار شاق، تقدرون على قطعه، ولكن فقط تنازلوا عن أوهام التوجيه والتحليل كأنكم "الكرملين".
احفروا في الصخر، نضالاً وصبراً واحتساباً، ووفروا لهذا النضال خطابه ورؤيته وسنده الاجتماعي.. البهرجة لا تفيد.
وشمالاً، قليل منا يكترث، مدرك أنه بدون استقرار الجنوب، فلا شمال، وبدون هزيمة الفوضى والإرهاب في الجنوب لا أحلام بالشمال.
وكل هذا العراك هدفه دفن الشمال بجوار الدم الجنوبي إلى الأبد.
والبقية، لديها فائض جهد ووقت لكي تشارك ضد هذا المقاتل الجنوبي وهي لا تراه.. لا ترى إلا مناكفات تجزع بها وقتها.
أما من بقي من "الإخوان" وطبولهم والحوثي وقتلتهم، فهؤلاء موحدون شمالاً وجنوباً، وفي الجزيرة والخليج بكله، أدوات خراب ضد بلدانهم.
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾.