عبدالرحيم الفتيح
ما قام على أنقاض الجمهورية لن تسقطه سوى الثورة
سبتمبر مبارك يا جمهوريون..
أربع سنوات من الفوضى التي بدأت بـ2011 والتهالك الداخلي وتداعي الجمهورية الممزقة بين أظافر من يفترض أنها أدواتها السياسية (المعارضة)، هكذا وجدت المافيا الإمامية نفسها أمام كيان عارٍ حد العظم، كيان تشاطره الجميع وشعب فقد ثقته بالكل، وشارع رُمي في زجاجة ضبابية ولم يعد يعنيه سوى الخروج من عنق الزجاجة أيا كان المآل، قبل أن يفيق مفقوء العينين على زجاجة انكسرت على رأسه.
لم يكن شعار الجرعة إلا إحدى نتاجات وإفرازات هذا النظام المخابراتي الذي بدأ بشعار الصرخة، شعارات وألوان وقفزات وملشنة وبردقان وأسلحة أخذت مكانها متكدسة في الفراغ الذي أخلاه النظام الجمهوري المنهار على وقع "يسقط يسقط النظام".
تعلم الإمامة أن العودة إلى ما قبل الجمهورية أمر صعب المنال، إن لم يكن على الشمال فعلى الجنوب، فبدأت شمالا بالتوغل بمؤسسات الدولة المتهالكة وجنوبا انطلقت في ممارسة أبشع الجرائم باسم الشمال نفسه.
مزقت النسيج الاجتماعي لضمان دفن هويته، ثم أخذت في الانسحاب جنوبا على وقع ضربات الأبطال وطلقاتهم، كان الفصل العنصري والمناطقي هو الضامن الوحيد لبقائها وتكاثرها، وهو حجر الديناميت الأخير لتفجير بقايا الجمهورية.
ذهبت لتغيير المناهج في الشمال، ابتداع نظام مالي جديد، مارست أبشع صور الانفصال، ثم بدأت بتنظيم عروضها الحربية بمسمى العرض العسكري.. كل هذا لتقول للعالم إن مخزونها لن ينفد، وإنه لا خيارات للسلام سوى بتسليمها الشمال. صدقوا الواقع هي لا تريد أكثر من هذا.
كان بمقدور المليشيات أن تصل للإمامة بطريقة أسرع وأسهل لو لم يعرف اليمنيون النظام الجمهوري الذي يتجهزون اليوم لإحياء ذكراه في السادس والعشرين من سبتمبر.
لم تستول المليشيا على الحكم بفعل الانقلاب، كان سقوط النظام هو من قدم لها الحكم على طبق من شتات، لم يكن للمليشيا أي أدوات لقيادة انقلاب ناجح سوى تخاذل وتهاون القوى التي تحالفت معها منذ عام 2011م.
كانت المليشيا هي الطرف الغالب حين كانت في مواجهة مع النظام في العام 2014، نظام تغيب عن المواجهة، لكنها اليوم وغدا وأمس في مواجهة مع ثوار السادس والعشرين من سبتمبر، الثورة التي لم تغب عن المواجهة ولن تغيب عن النصر.