عبدالسلام القيسي
بطولات "تهامة" ضد الإمامة وانتقام "الكهنوت" الحوثي
تهامة، شجاعة تاريخية، منذ الحروب الأولى للعرب، مذ كانت القبائل، وسجادة الله الممتدة من الباب إلى البحر الميت.
وفي تهامة حدثت الصراعات بين القحطانية والعدنانية وعلى تهامة، وبقيت تهامة ذات رأي وسيف إلى عهد.
والانتقاص الذي حدث لتهامة كان قريبا، فهي أذاقت الكهنوت ويلات القرون، وإلى قبل ستين سنة.
ولكن الثورة والجمهورية فشلتا في استيعاب الفكرة التهامية، وأول ضربة وجهت لتهامة رسمت في الذهنية أنها خاضعة دوماً للأقوى، وتستعبد بسهولة.
وهذا التوصيف البذيء ظهر جلياً ضد أبناء هذه السجادة وتقوقع التهامي، وتحولت تهامة إلى مجرد نزهة وسلة للجبال، فقط.
لتهامة بطولات كثيرة أشدها قتال الأئمة في كل مراحل الولاية وإلى قبل سبتمبر، عجزت "المملكة المتوكلية" في إخضاع تهامة، وكان هناك تنافر بين الجبل والساحل، تنافر أزلي.
وأستطيع القول إن حملات وتصفيات ومعارك الإمامة لم تنل من تهامة بقدر ما نالت منها العقلية الجمهورية.
فالتهامي كان يدفع دماً ضد العثمانيين والبريطان وضد الكهنوت السلالي في كل تاريخه وإيماناً منه باليمن الكبير ثم وجد نفسه وبسهولة ضحية العجرفة، عجرفة الجبال، ويكاد يفقد نفسه.
وهناك خوف كهنوتي مريع من أن تعود الهمة التهامية فيمعن في ذل تهامة، وقتل تهامة، ونهب تهامة، وهو يستقد لجدوده الصرعى هناك.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك