محمد العلائي
اليمن في عهد الإمامة بعيون أجنبية
مقتطفات ثمينة من تقرير البعثة الطبية الألمانية الشرقية التي زارت اليمن عام 1958 (قبل ثورة 26 سبتمبر بـ4 سنوات).
التقرير يعطي فكرة شاملة عن أوضاع اليمن في تلك المرحلة:
"والمَلِك هو الكاهن الأكبر وقائد الجيش.. ويتم تعيين الوزراء من قبل الملك.
ولقب "الإمام" يعني في الواقع القائد أو المثال ولكنه باللغة العربية يطلق على عالم الدين.
والحاكم الحالي هو أحمد، الذي خلع عليه الشعب لقب "الجني".
وهذا يعني أن الشعب يعتقد بأن الملك يستطيع التعامل مع الجن".
ثم يضيف: "وولي العهد هو الابن الوحيد للإمام واسمه محمد، ويطلق عليه الشعب لقب (البدر)، والبدر هو المثل الأعلى لصفة الجمال والوسامة".
"والحكومة هي بالأحرى حكومة القصر.
فوزير الخارجية هو ولي العهد، ووزير التعليم هو أخو الملك وهو في الوقت نفسه وزير الصحة ووزير التجارة.
وجميع الوزراء هم إما من أقارب الأسرة الحاكمة أو من المقربين منها".
وفي موقع آخر يقول: "ولا توجد وزارات في اليمن بالمفهوم الأوروبي".
ويتابع التقرير: "ولا يوجد برلمان ولا أحزاب، ولم تجر في اليمن انتخابات مطلقاً".
"والدول التي لها تمثيل دبلوماسي أو تجاري في اليمن هي السعودية ومصر وإيطاليا وألمانيا الديمقراطية وألمانيا الاتحادية، ويقيم ممثلوها في السعودية، ويعتبر كل منهم ممثلاً غير مقيم لبلاده في اليمن، وإلى جانب هذه الدول، هناك تمثيل دبلوماسي لكل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفاكيا.
ولليمن تمثيل دبلوماسي في الخارج، في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا الاتحادية ومصر وتشيكوسلوفاكيا وإيطاليا وغيرها. وله أيضاً ممثل دائم في الأمم المتحدة وهو الأمير الحسن، أخو الإمام".
"وتبلغ ميزانية الحكومة اليمنية خمسة عشر مليون دولار أمريكي. وهي ميزانية منفصلة عن ميزانية الأسرة المالكة".
"خزينة الدولة تعاني دائماً من نقص الموارد، ولا يوجد في مملكة اليمن بنك محلي.
والبنك الوحيد الموجود فيها هو البنك السعودي الذي افتتح له فروع أيضاً في بعض المدن".
"التعليم الإجباري مفروض على الصبيان، أما الفتيات فلا يسمح لهن بالالتحاق بالمدارس"، لكن التقرير يستدرك قائلاً: "نظام الدراسة الإلزامي لا يضم كل الصبيان، وبحسب ما عرفناه فإن هذا يطبق جزئياً في بعض البلدات الكبيرة والمدن فقط.
والمدارس ليست متوفرة في كل المناطق".
"والمدارس بصورة عامة هي مدارس تعليم "القرآن".. يقرأ فيها القرآن ويشرح".
"ولا توجد في اليمن جامعات ولا معاهد عليا ولا شيء من هذا القبيل".
ويشير التقرير إلى وجود مدرسة عليا في صنعاء، لكن الإمام هو من يقرر من يلتحق بها، وهم بصورة عامة أبناء النبلاء، وفيها مدرسون مصريون.
ويتحدث التقرير عن دار الأيتام في صنعاء، وعن الأناشيد الدينية في المدارس واحتفالات المولد النبوي، كما يشير إلى بعض المظاهر والأنشطة الرياضية الجديدة للتلاميذ في صنعاء بإشراف معلمين مصريين.
"اليمن عشية الثورة، تقرير البعثة الطبية الألمانية"، ترجمة علي محمد الصائدي، ص45 و46 و47).
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك