م. مسعود أحمد زين
تمديد الهدنة والابتزاز الحوثي
من السهل إطلاق التهديدات لكسب الشارع الداخلي، لكن من الصعب تنفيذها على الواقع دون مخاطر كبيرة.
عن الحوثي أتحدث خصوصا وحرب اليمن لم تعد معركة داخلية، بل صراع إقليمي مكتمل الأركان.
كل ما بقى خارج نطاق توسع الحوثي هما شيآن اثنان يعرف الحوثي أن الذهاب باتجاههما يعتبر مجازفة كبيرة:
الأول هو خطوط حمراء دولية حول مصادر الطاقة في الخليج خصوصا بعد الأزمة العالمية للطاقة، وميناء المخا أو حقول النفط في صافر شمالا.
نفس الخطوط الحمراء التي وفرت للحوثي الأمان والبقاء في ميناء الحديدة وعدم التعرض لصنعاء بأي هجوم بري عندما كانت القوات على مشارفها.
والأمر متروك للحوثي في إبقاء هذا التوازن أو المجازفة به برمته، ولم يبق هناك إلا مجال محدود للمناورة في بعض مديريات تعز.
الشيء الثاني هو انعدام أي حاضنة شعبية لأي تفكير حوثي للهجوم جنوبا.
بالعكس، مثل هذه الهجمات تعزز التلاحم الجنوبي أكثر، وما بيحان ببعيد.
لذلك لا يوجد أفق عملي لتنفيذ الحوثي لأي تهديدات عسكرية جديدة، إلا إذا أراد استعداء الجميع بما فيهم بعض المتعاطفين معه خارجيا.
الاستثمار السياسي للنجاحات العسكرية السابقة كسلطة أمر واقع هو المتوفر اليوم فقط بيد الحوثي.
وأعتقد أن ما يعلنه من تصعيد ضد قبول تمديد الهدنة هو من هذا الباب لزيادة المكاسب السياسية في أي هدنة قادمة.
والهدنة هي الخيار الوحيد على الطاولة وإن كانت بسقف زمني أقل أو مكاسب سياسية أقل.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك