دافع الجنوبيون عن ثورتهم واعتبروا اجتياح الحوثي لمناطقهم خطراً وجودياً وخطراً على هويتهم وحتى على عقيدتهم، هكذا كان يقول كثير من البسطاء في عدن، إن الحوثي خطر على العقيدة.
امتداد الفعل المقاوم لكل ما يشكل تهديداً لجغرافيا الجنوب يراكم رصيداً من الصمود والرفض والتحرك في أقسى الظروف.
كانت ثورة الحراك مرحلة من مراحل اليقظة الجنوبية في التعاطي مع محاولات الإخضاع بالإقصاء والتهميش وشكلت بعد ذلك مساراً لمواجهة الاجتياح الحوثي للجنوب.
في الشمال تعاملنا مع الحوثي بخفة وسذاجة وأنه لا وجود للحوثي بل هي قوات "صالح" والحرس الجمهوري، مع أن الحوثي كان منذ حروب صعدة خطراً قائماً كفكر ومليشيا مسلحة ذات ارتباط بقوة إقليمية ليست سهلة وهي طهران.
لا يبالغ الجنوبيون في تقدير الخطر على جغرافيتهم مهما رفعوا سقف مخاوفهم من الجميع في الشمال، لأن سلبية الشمال كانت كافية لتجعل منه لقمة للحوثي ومصدر قلق للجنوب.
تمسك الجنوبي بهوية جغرافية ليس عنصرية، بل إن هذا التعصب يشكل جداراً يستند إليه الجنوبيون للاحتماء به وحمايته في ذات الوقت.
عيد أكتوبر مجيد.. والخلود لشهداء الجنوب من راجح لبوزة إلى آخر بطل قدم روحه فداءً لأرضه وبلاده.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك