قُتل درهم نعمان، بعد أيام من مقتل البرلماني الكبسي بنفس اليوم الذي قتل فيه القاضي حمران.
قتل يومي في صنعاء.. وقتل لأناس ما عاد لهم أي علاقة بالجبهات والأداء الأمني والعسكري.. لا نقول قيادات تقتل بعضها.
إلا قتل مشاع.. يكشف انهيار الشعب تحت سلطة جماعة لها منذ 2014 من اختلفت معه قتلته مباشرة وزادت تحتفي بالدم وتبترع..
وفقط في سياق مشروعها كجماعة.
قتلت حتى من قياداتها..
عندها القتل والقتل والقتل.. وبالطبع القاتل سيُقتل اليوم أو غداً أو بعده.
أطلقت الدم من معقله، فزاغ عقل المجتمع وذابت كل انحيازات الحياة لديه.
والأنكى والأكثر وجعاً، وعاد دم القتلى لم يجف وقد النقاشات شمالاً بعيدة كل البعد عن الجريمة.
جريمة قتل درهم تُوجت بنقاشات عجيبة عن أبطال حرب السبعين، وكلام فاتر يؤكد حقيقة مفجعة وهي موت صنعاء وموت الجمهورية وموت أحلام الناس وانهيار انحيازاتهم للتضامن مع أنفسهم وحياتهم ومدينتهم وأمنهم.
سيقال، إيش تدور من أناس تحت سلطة الجلاد؟ الناس تخاف.
وهذا كلام هراء، ليس مطلوباً منهم أن يقولوا يا عبدالملك الحوثي يا قاتل، فقط مطلوب أن يتحدثوا حتى كموالين للحوثية طلباً لإيقاف اندفاعة الفوضى التي قال عبدالملك إنها تمشكل مع الله.
الراجل يقول لأصحابه تمشكلوا لوجه الله، لا تدوروا مني مصالح ولا قانون.
حتى كحوثة يا جماعة، صنعاء بلادكم وفيها 4 ملايين نسمة، تشوى بالوعي والتعبئة وتسقط أنظمتها وتتبدل قيمها وتفرغ مضامين التعايش وتنعدم فيها فرص الاحتكام للوعي والقانون والاختلاف.
ولأنها ليست في جبهة حرب مباشرة فهي تصاب بالراجع فقط من الجبهات.
الموت للموت الحوثي.. والحياة لك يا صنعاء.