خالد سلمان
قرارات المجلس الرئاسي وتمردات "دولة الإخوان"
سلسلة تمردات تقودها جماعة قدمها مع الرئاسي، وقدمها الأُخرى ضده، هدف هذه التمردات إضعاف مجلس القيادة ووسم قراراته بعدم القدرة على الإنفاذ.
ما يحدث في الجوف من تحشيد بدعم من مأرب ضد إقالة العكيمي، المتهم بتسليم المحافظة للحوثي، والفشل في حرب الدفاع عنها، هو امتداد لتمرد سابق كان مسرحه شبوة، وهو في ذات الوقت رسالة مفادها ممنوع اتخاذ أي قرارات تصوب المسار العاطل، ما لم يكن هناك موافقة إخوانية مسبقة.
الواقع أن الإصلاح فرض نفسه كمعطل للتوافق وكاسر للإجماع، وما يحدث في الجوف الآن وفي شبوة في الأمس سيحدث غداً في حضرموت، في حال خطا المجلس الرئاسي خطوة باتجاه الإعداد لمعركة جادة مع الحوثي، بإخراج المنطقة العسكرية الأولى إلى مأرب، وإعادة تصويب وظيفة القوات المسلحة، من نهب الثروات إلى استعادة الأراضي المحتلة.
وإذا كان هذا المثلث، شبوة الجوف حضرموت، مثلث تمرد، فإن المساس بتعز حيث نموذج دولة الإخوان وعمود خيمة بقاء الجماعة، سيكون بمثابة الانفجار العظيم الذي سيدمر آخر ما تبقى من تقارب، في مجلس قيادة يحارب من أجل الحفاظ على آخر شعرة تماسك يحول دون انفراطه.
رسائل الإصلاح واضحة تماماً، وممنوعاته مقروءة جيداً، لا تعيينات في الهيكل العسكري الإداري من دون أن يحصل على بصمة الإصلاح، ويستجيب للاءاته، ومن دون وضع الإصلاح في حجمه الحقيقي وداخل سياقات التوافقات وليس أكبر منها ومقرراً لمساراتها، فإن مجلس القيادة يصادر حقه في اتخاذ القرارات، ويحول وحدة القيادة إلى مربعات متصادمة، تخدم تغول أحد أطرافه بولاءاته المزدوجة، وإبقاء الوضع على ما هو عليه ضعفاً على ضعف، بما يؤجل استحقاقات المعركة أو يعطلها إلى الأبد.
إذا كان لدينا إرهاب حوثي، فلدينا أيضاً إرهاب مكمل له متخادم معه، داخل المجلس الرئاسي وخارجه، اسمه "الإصلاح"، ولن يستقيم الوضع ما لم يتم تقليم أظافر الاثنين معاً.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك