عبدالسلام القيسي
مال وتآمر قطر وتقويض استقرار اليمن
كانت اليمن سعيدة، على قدرنا، نعيش ونفرح ونبكي ونخسر، في خلجاتنا مشاعر هذه الدنيا كلها وفي ظل الأمن والسلام ومكابدة الحياة وكان للحياة مذاقها الرائع، ولونها المعجون بالصبر والكفاح.
وكنا الشعب _الذي ترونه الآن بأتعس حالاته_ نتلذذ بمعاناتنا المحببة.
وفجأة، قبل تسعة عشر عاماً ظهرت قطر، وتحديداً في الحرب الثانية مع الكهنة في صعدة، ووقفت بمالها إلى جانب الظلام الماد ظلامه الآن وطغيانه من مفرق الجبل إلى أخمص البحر.
وتوالت المواقف المدلسة من قطر، والأموال المدنسة، توالت على هذه البلاد فدعمت الفوضى، وابتاعت ذمم الخونة الذين قايضوا يمننا بكمشة دولارات، وسنة تلو أخرى، إلى أن كانت فوضى الشارع، وب"الجزيرة"، والموقف، والمال؛ أوقعت بنا قطر إلى الحضيض.
وقد قيل في الأثر: احذروا ممن اقترب من الأرض.
وهذه تنطبق على من هو صغير بحجم قطر، فاللؤم يهزم الرجال، وباللؤم وقعنا وتمزقنا.
ولم تكتفِ قطر بذلك، ودفعت بالكهنة إلى قلب كل مدينة، وقادت أوسخ عملية تدعيم وبطريقة خفية للانقلاب، حشدت له الموقف الدولي واشترت له كل إنسانيات العالم المزيف.
وقطر هي "الجزيرة"، ب"الجزيرة" استطاعت تقديم الكهنة للعالم كونهم الدولة.
وزيفت "الجزيرة" ما يحدث في اليمن، وبألف ألف تقرير علني وسري حشدت كل طاقات العالم للعدو، وإلى اللحظة لا زالت تحشد، وأوقعت بمالها ودسائسها بين رفاق السلاح، بل وشرخت العلاقة بين تحالف العرب الذي يدعم شرعية اليمن، وتلاشت معركتنا الوطنية..!
نعترف..
سقط اليمني بفخ اللون القطري، واليمني الفقير وقع برائحة الورقات الخضراء، فقطر كنز لا يفنى، وكثرة اختاروا الكنز على معركتهم، فالمال وسخ القضايا، المال ينهي المعارك الأخلاقية، وهذا ما حدث لنا، ومعنا، والآن ونحن بلا بلاد، وشعب محاصر ويموت من الجوع ومئات الآلاف من القتلى قتلتهم دموية الكهف، والمدن المحاصرة والأمهات اللواتي يشتقن لأولادهن، والأرامل، والأبناء يبكون آباءهم، ووضع هذه البلاد يبكي الصخر، ويلين قلب الشيطان يريدون منا مباركة البذخ القطري، والرقص والبهجة والفرح مع قطر ولأجل قطر، وكأننا خلقنا لنتمايل طرباً ببطولة قطر في المدن الزاهية.
لن ننسى كل مآلاتنا وكوارثنا ونصفق لأحد الأسباب الكبيرة والتي أوقعت باليمن، وبدعوى العروبة يستثيرون حميتنا، ولكن العروبة هذه لم تشفع لنا حينما قطر باعتنا ببلاش لإيران، للفارسي المتعجرف.
أنا لا أنسى، لن أنسى..
هذه بلادي أمامي مشظاة كزجاج منثور، وهذه دماء بلادي صارت محيطات وبحيرات، وهؤلاء الشهداء وأولئك الذين بلا أقدام وآلاف انتحروا من الفقر والوضع، وذلك الدجال يتبختر في صنعاء ويقصف بمال قطري كل مدينة، وبالمال القطري ينتج المناهج الخمينية، وبكل ما هو قطري يسوء وضعنا، ونموت أكثر، فهل بربكم يجب أن أنسى ما يحدث لهذه البلاد؟
أمي التي لم أرها منذ سنوات أغلى من ألف قطر، وزميلي الذي سقط في الجبهة أثمن من كل بطولة، فنسيان كل ما حدث خيانة، لا أنسى..
ولو منحوني قطر.. لن أنسى.
هذه بلادي وقطر عدوي اللدود.. دمنا أغلى من هذا البذخ، ومن ملاعب بمليارات الدولارات، أغلى.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك