في الذاكرة الوطنية لن يغادر تاريخ 17 يناير 2022 فهو بمثابة اللحظة التي تسترجعها الذاكرة الوطنية باعتبارها تأكيدا على أن لهذه البلاد (الإمارات) قدرة دفاعية عسكرية في مواجهة هجمات إرهابية مباغتة حاولت استهداف منشآت مدنية.
نجاح القوات المسلحة في إحباط الهجمات شكل اختباراً جاداً لمدى القدرات الوطنية العسكرية في حفظ وسلامة الوطن من أي اعتداء على مكتسباته.
وكما كانت لحظة صعبة إلا أنها عززت في العالم أن الإمارات ستظل ملاذاً آمناً قادراً على حماية نفسه حتى وإن كانت التوترات السياسية في أعلى مستوياتها.
لم تكن تلك الهجمات الإرهابية لتحدث لولا تراخي القوى الكبرى في التعامل مع الجماعات الراديكالية التي عملت وتعمل منذ عقود على إضاعة الفوضى في المنطقة العربية، الجماعات المتطرفة وخطرها لم يعد مقتصراً على كونها جماعات مارقة فقط، بل أصبحت تمتلك أسلحة متطورة من صواريخ بالستية وطائرات من غير طيار تستخدمها في تنفيذ هجماتها الإرهابية، تعامل المجتمع الدولي مع خطر الجماعات المتشددة لم يكن حاسماً فظلت القوى الكبرى تحاول استدراجها عبر المفاوضات لتقليل الخسائر من أي مواجهة عسكرية مع تلك الجماعات، وما حدث هو معاكس لما كانت تتأمله القوى الدولية الكبرى.
في العقد الأخير تصاعدت الهجمات الإرهابية من مليشيات أسقطت دولاً وطنية عربية وباتت مهددة للأمن والاستقرار وخطراً عابراً لا يمكن القبول به.
هذه التشكيلات عملت على استهداف دول اعتمدت سياسات صارمة في مواجهتها للفكر المتطرف وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة متقدمة بإسهامها المباشر في تشكيل التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وخاضت عمليات متقدمة في هزيمة تنظيم داعش الذي كان يسيطر على مساحات من العراق وسوريا.
كما أسهمت الإمارات في مواجهة التنظيمات الإرهابية في ليبيا وساندت سياسياً وعسكرياً الجهود المصرية في تطهير شبه جزيرة سيناء من الجماعات التكفيرية بعد إسقاط حكم الإخوان في ثورة 30 يونيو 2013.
تشهد اليمن على قدرة القوات المسلحة الإماراتية في مواجهاتها الكبرى ضد الجماعات المتطرفة من جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة وأنصار الشريعة وداعش.
فلقد خاض الإماراتيون مواجهات مفتوحة مع تلك الجماعات واستطاعت الإمارات دعم وإسناد المقاومة الجنوبية وتشكيلاتها الأمنية المختلفة من أحزمة ونخب وخفر سواحل كلها نجحت في استكمال تطهير أجزاء واسعة من المحافظات الجنوبية بعد تحرير العاصمة عدن في يوليو 2015.
تلكم الجهود الإماراتية شكلت أنموذجاً أشادت به الأمم المتحدة والتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب.
فلقد أثبتت منهجية الإمارات في جنوب اليمن نجاعتها ونجاحها الكامل في اجتثاث الفكر التكفيري.
لم يكن يوم 17 يناير 2022 غير يوم آخر أكدت فيه قوات الدفاع الجوي الإماراتي قدراتها وإمكانياتها في ظل ظروف سياسية حادة، التصدي للهجمات الإرهابية وإحباطها منح الإمارات مزيداً من ثقة المجتمع الدولي.
فالبلاد قادرة على التعاطي مع كل الظروف وقادرة على أن تحول التحديات بما فيها الأمنية والعسكرية لمكتسبات إضافية تعزز من متانة الإقتصاد الذي حقق أرقاماً قياسية مع نمو أعلى وحافظت الدولة على مكانتها كوجهة سياحية أولى وقبلة للشباب العربي لتحقيق آماله وطموحاته.
السياسات الإماراتية المتوازنة أثبتت، كما قال المستشار الدبلوماسي د. أنور قرقاش لرئيس الدولة محمد بن زايد آل نهيان، هي الصحيحة لبناء شراكات مع دول العالم وبناء تحالفات متينة عبر صدق المواقف، سارت وستسير بالبلاد وشعبها باتجاهات واعدة في التقدم العلمي والنمو الاقتصادي المتواصل.
سياسات واضحة وإرادة قوية وعزم متين وضع الإمارات كأقوى البلدان في الشرق الأوسط وأكثرها ديناميكية في التعامل مع مختلف الظروف لتخرج من كل اختبار مهما كان قاسياً أكثر قوة.
بالبأس الشديد والعقل تدار الأمور فالأرض مبروكة والناس فيها محفوظون.
*نقلا عن موقع سكاي نيوز عربية