يشحذ كل طاقاته الكلامية واللفظية والصوتية لمدح ود الغير، يستميت بقوة للدفاع وتلميع الغير، طبعًا الغير هذا قد يكون إما فاسدا أو ناهبا او لصا أو سياسيا كاذبا أو مجرما يدعي البراءة، وأهم شيء عنده أن من يطبل لهم يدفعون له بسخاء.
المُطبل المأجور، كائن مؤدلج يوجهونه كما يشاؤون ويملون عليه ما يريدون وما عليه إلا السمع والطاعة وكله بحسابه..
مؤلم جدًا حينما يسترخص المرء نفسه ويبيع في مزاد علني المبادئ والقيم والولاء لوطنه ويصبح مجرد تابع ورهين لمن يدفع اكثر...
تكاثروا خلال سنوات الحرب وكل طرف يؤجر له قطيعا من المطبلين لتلميع كل مخرب وكل من اوصلونا لهذا الدمار.
فمثل هؤلاء كم اوغلوا في اوساط المجتمع وكم اعلوا من شأن كل صغير وكم أهانوا الهامات ومجدوا كم من فاسد وكم وكم وكم وبالتالي ما الفرق بينهم وبين قاتل مأجور؟
ربما يقتل القاتل روحا بينما المطبل المأجور يسمم عقولا ويغتال افئدة وبصائر..
السياسي الفاسد، المدير المرتشي، التاجر اللص... الخ،كل هؤلاء يستأجرون لهم مطبلين يروجون لانحازاته الوهمية، ليكون لهم جمهور يناصرهم ويؤازرهم لتجميل قبحهم وتحويل الخطأ لصواب والباطل الى حق يزيفون الحقائق، يكذبون، ويكذبون ويكذبون حتى صار الوطن فوضى كبيرة ومتاهة يريد الزيف ان ينتصر فيها بالقوة وبأفواه واقلام كهؤلاء المطبلين، ولكن هيهيات فالناس تسمع وترى وامتلكت من الوعي ما يمكنها من التفريق بين الزيف والصواب.
وكفاكم زيفا وتطبيلا أيها المأجورون!