فكري قاسم

فكري قاسم

تابعنى على

اقتحام مقر "سياسي المقاومة" في تعز وجدل التحليلات

Sunday 05 March 2023 الساعة 07:41 pm

طول أمس ومواقع التواصل الاجتماعي مشغولة بتحليل حادثة اقتحام مسلحين لمقر المكتب السياسي في تعز، وهات يا تنظير حول الموضوع. 

أغلب الذي قيل أخذ منحى الضرب السطحي؛ من تحت الحزام؛ للتقارب السياسي الذي حصل مؤخرا في لحظة فارقة ومهمة؛ بين قيادة قوات حراس الجمهورية وقيادة تعز بعد سنوات من القطيعة الكيدية التي لم يستفد منها أحد غير خصم الجميع، مليشيات الحوثي الانقلابية. 

حدث ذلك بوعي ومن دون وعي، مع أن الحكاية بسيطة جدا ولا تحتمل أي كيد سياسي من أي طرف في معادلة التقارب الذي أربك خلية قطر بنفس القدر الذي أربك الحوثيين، لأن الاثنين توأم في مسيرة إبقاء الحال كما هو عليه لأنهما المستفيدان من ذلك. 

وأما إيش الذي حصل بالضبط؟ الموضوع كالتالي: 

اثنين مجندين في المخا ضمن قوات حراس الجمهورية، الأول من صبر "من بلادي يعني" والثاني من "الوازعية" حدث بينهما خلاف حول أمور متعلقة بالحضور والغياب، دخل الشيطان وأفرغ صاحب الوازعية طلقات رصاص في جسد صاحب البلاد وأرداه قتيلا؛ ثم صوب على نفسه عيارات أخرى من الرصاص أدخلته في غيبوبة وأخذوه إلى المستشفى.

القيادة الأمنية في المخا تعاملت مع الأمر بشكل نظامي، لأن الاثنين من أبنائها أصلا وتحفظت على القاتل داخل المستشفى ولم تنحز لأي طرف. 

غير أن لحظة طيش دفعت بمجموعة مسلحة من أهالي وأقارب القتيل لمحاولة اقتحام المستشفى للاقتصاص من القاتل؛ الأمر الذي دفع حراسة من الشرطة للمواجهة معهم وسقط إثر ذلك قتيل آخر من أصحاب البلاد وآخر جريح واحتجاز عدد آخر من المسلحين الغاضبين. 

- طيب وإيش علاقة هذا باقتحام مقر المكتب السياسي في تعز؟ 

أمس العصر أرادت مجموعة مسلحة أخرى من أقارب أهل القتيل إيصال رسالة خاطئة إلى قيادة الساحل وارتكبت تلك الحماقة وتحمل وزرها الفندم عبد الحكيم الشجاع أحد أبناء جبل صبر.

حدث كل ذلك بدوافع النكف القبلي فقط، والأمر برمته يخلو من أي كيد سياسي لأي طرف. 

لكن خصوم هذا التقارب الحاصل في تعز  ومشجعيه أيضا وجدوا في الأمر فرصة لتصفية خصومات الوجع القديم وحولوه إلى مناكفة مريضة ليصبح الأمر على هذا النحو من التخبط لإفراغ ما في نفوس الطرفين من خصومات وأحقاد. 

تطور الموضوع اليوم في المخا طبعا، وحاولت مجموعة أخرى من المسلحين التابعين لأهالي وأقارب القاتل أن تقتحم المستشفى لأخذ صاحبهم من داخلها؛ وحدثت اشتباكات بينهم وبين حراسة المستشفى سقط خلالها قتيل آخر من أهالي القاتل! 

يعني ما فيش داعي لإعطاء خصوم التقارب بين قيادتي محافظة تعز وقيادة قوات حراس الجمهورية أي فرصة من أي نوع الاصطياد في الماء العكر وتحميل الأمور أكثر مما تحتمل؛ لأن المستفيد من هذا ناس معروفين. 

وأنا هنا في ختام توضيح الواضح:

أحيي حراسة المستشفى على بسالتها في القيام بواجبها وأرفع لهم القبعات لأنهم أعطوا للدولة أحسن ما عندهم من أداء ومن التزام بالواجب الوطني. 

وهي في نفس الوقت رسالة لكل مراهق طائش يعتقد أن حالة انفلات الدولة أمر سائر في المخا تماما كما هو سائر في تعز. 

لا يا أخوة.. 

الأمر في المخا وفي الساحل الغربي مختلف تماما، هناك دولة ورجال دولة، ولن يضيع في المخا حق أي إنسان مغبون.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك