عبدالسلام القيسي
مسيرة الكهنوت النارية والراقص بطغيانه على آلام الناس
المسيرة النارية من صعدة إلى عدن ومن صنعاء إلى الحديدة ومن حجة إلى تعز قتلت آلاف الناس وسرقت أموال الناس وهدمت بيوت الناس وحادت عن الطريق والطريقة وهدمت الشارع والرصيف وتجاوزت كل خطوط الله والناس الحمراء.
ويعتقد الكهنوت أن هذه مسيرة حياة وقرآن ويأخذ كل شيء إكرامية له ولسلالته، فالثروات والأراضي وأتعاب الشعب كمجهود حربي ويريد أن يأخذ كل ما بقى.
هذه المسيرة.. تشبه دراجة محمد علي (الحوثي) النارية.
فالدبجي الذي تجاوز الرصيف، وداس أخلاقيات الشارع لم يرتكب مخالفة وهو أب وابن المخالفات.
فمخالفات الدبجي ليست مرورية بل مخالفات دينية ودنيوية.
فقد خالفوا الشرائع السماوية وفقه الأرض وقوانين العالم.
فهناك مخالفة واحدة فقط على هذه البلاد وهي: وجودكم الأرعن!
يظهر الدبجي كل مرة بهزء وسخرية، هذا الرجل ليس غبياً وأقسم يا ناس، هذا الرجل يثبت عن استحماره للناس، فهو الذي يظهر يتحدث عن الرخاء وأمام تهامي يكاد يهلك لحظته تلك من الجوع وهو الذي هبط الحديدة يرمي الطعام للطيور على الشاطئ وأمامه تهامة كلها تجوع وتموت من الجوع وهو الذي يحاصر تعز ظهر ذات مرة يقول إن تعز محاصرة وبكل كذب وهزء وتفاهة من الساحل، وتحاصر نفسها المدينة!
هذا الرجل ذاته ظهر بالأمس يستقل دراجة نارية ضارباً بوقار كل الحكام عبر التاريخ، وهذا ليس من التواضع في شيء، هو يريد القول يا شعب اليمن أنا الذي قتلت وسرقت وهدمت وفعلت كل شيء وسجنت أستطيع المرور بينكم وأمامكم وأتحدى من يستطيع أن يفعل شيئا.
هو يهين الشعب، يبين مدى تدجينه لهذه الأمة العظيمة، لشعب يعجز بشجاعة أن يطلق طلقة واحدة برأس هذا الدبجي طاغية الموائد.
ولم يكتف بهذه الاستهانة، ذهب يفاخر كونه دفع عشرة آلاف ريال كعقوبة تجاوزه الشارع، من جيبه إلى جيبه، يتبختر ليقول أنا الفاروق عمر وأنا الأموي، وأنا زنكي، والحاكم العادل في كل عصر أنا!
وهو يريد السخرية فسلطته سلطة جبابات لا تمنح الشعب أي شيء والأفلاس الهينة التي دفعها سيشترى بها بارودا لقتل الشعب اليمني، هذه فقط.
ذات يوم كان محمد علي في إب، يلحظ فقر الناس، ومن ملامسته احتياجاتهم ذهب أمام الناس والكاميرات يلتهم شجر العثرب ويأكل ويتصور للناس ليقول لهم: هذا زمن العثرب فكلوه وهو وجباتكم وبين، بين الحلص والعثرب، يعيش هذا الشعب جائعاً منذ عشرة قرون.
قد يكون الطاغية طاغية لكنه يتحلى بقليل من الوقار ويستتر من الناس، لكن هذا الرجل عينته مختلفة، وسيكون مصيره أبشع مصير عبر تاريخ الطغيان، فهو الراقص بطغيانه على آلام الناس.
فكل طاغية عبر التاريخ ينكر طغيانه ويحاول الظهور بمظهر سلس إلا هذا الدبجي.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك