مفتوح على كل الاحتمالات، أقل ما يوصف به حديث رئيس الانتقالي لصحيفة “الشرق الأوسط” يوم الأحد.
الزبيدي أعلن اتفاقه مع خارطة الطريق التي يحملها التحالف ويسوقها مع طرف الصراع الأبرز الحوثي، وأنها تحمل مفاتيح حل كل القضايا الشائكة بما فيها قضية الجنوب، وأن إطاراً تفاوضياً خُصص للجنوب، في إطار مجلس القيادة الرئاسي وفريقه التفاوضي، مع إشادات متتالية لمجلس القيادة والتأكيد على المضي لتحقيق الأهداف التي تأسس عليها الرئاسي.
الاحتمالات المفتوحة لحديث الزبيدي: إما أنه تلقى تطمينات كافية وملزمة، من أن حل القضية الجنوبية سيمضي في المسار الذي عبر عنه الانتقالي منذ التأسيس، وهذا مستبعد، وإما أن الإطار التفاوضي الذي وضعت فيه القضية الجنوبية، ليس أحادي الرؤية، بل هو توافقي يستوعب ملاحظات وتحفظات الأطراف الأُخرى، ويقدم حلاً مرناً خارج العناوين الخلافية: الدولة المستقلة وفك الارتباط، والعودة لجنوب ما قبل تسعين بحدود الدولتين، وهو الأرجح.
رئيس الانتقالي يعبر عن ثقته واطمئنانه للمسار الذي تمضي فيه جهود التسوية ومسودة الحل التي يصفها بخارطة الطريق، وثقته بأن الصراع قد وصل إلى مرحلة النهايات السعيدة بطي ملف الحرب، وتحقيق أهداف ومصالح وتصورات جميع الأطراف المحتربة، وهي لغة تفاؤلية في الخطاب تفتح على إقرار تسوية تم قبولها قبل تسويقها، ولكن تبقى المحاذير وارتدادات هذا القبول الانتقالي، قائمة في وسط حواضنه التي تم تنشئتها على تصور واحد غير قابل للتنازل عنه، أو حتى مجرد خوض النقاش حوله:
دولة مستعادة كاملة السيادة، لا كيان في إطار دولة واحدة.
كل المؤشرات التوافقية بما فيها حديث رئيس الانتقالي، تذهب إلى أن فكرة الدولة الجنوبية لم تعد مطروحة على الطاولة.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك