عبدالسلام القيسي
"صعدة" من معقل الأحرار إلى وصمة عار سلالة الكهنوت
كتب عابد المهذري مستاءً من كراهية الناس لصعدة، على قوله: أنتم تكرهون صعدة!
هذه مغالطة، وأكبر مغالطة وقع بها كثيرون أن الكهنوت هو صعدة ومحاولة تأصيل السلالة بصعدة غباء متصل ممتد إلى ذهنية بعض الأحرار.
ذات مرة كتبت ضد لزمة التحرير "لا بد من صنعاء" وتتكرر هذه اللزمة، بكتابات، وأقوال، وتصريحات، كل النخبة أن غايتنا تحرير صنعاء ومعنى ذلك التخلي عن صعدة، وهذه تعني أننا أقطعناهم صعدة، وصعدة بنظرهم الجلاد ونحن الضحية.. هذا رأي مغلوط..
أنا أكتب من فترة "ولا بد من صعدة".
استمات الكهنة لتحميل صعدة ذنب الكارثة لتجنيدهم ضد خصومهم، وصعدة قبائل شجاعة، حميرية أصيلة، قاومت الكهنة في كل معارك الحرية الممتدة لألف سنة.
وأول من واجه "سلالة عبدالملك" من 2004 هم أبناء صعدة.
نحن لا نكره صعدة، الكهنة يحاولون إيجاد الكره لصعدة بمحاولة إظهارها بستاناً يخصهم، ولو ذهبتم بجبهات مأرب والجوف ومحور صعدة لوجدتم شجعان صعدة هم أشجع المقاتلين للكهنة.
ولعقود والقبائل هذه تواجه، وكانت أول ضحية للسلالة عند تخلي الجيش والدولة عن واجباتهما، ومثال على ذلك بيت مجلي، وعثمان.
بلقائي مع الشيخ فهد طالب الشرفي حدثني عن صعدة ونضالات صعدة وأبهرني.
سمعت منه، ولمست حرارة دمه في المواجهة.
قلت في نفسي: لو قيض لأبناء صعدة أن يكونوا رأس حربة هذه المعركة لعممونا بالنصر، لكن هناك نيل خسيس في الوجهتين ضد صعدة، يستهدف صعدة: الوجهة الكهنوتية استخدمتها كمحرقة، والوجهة الشرعية اعتبارها لصعدة كسلالة تخص عبدالملك وأزلامه والتخلي عن الشجعان.
وسأحدثكم عن صديقي الذي كان يعمل في صعدة وقضيت معه وقتاً قبل عام، في تعز، وقد أبهرني بالحديث عن صعدة وعن الاستبداد الممض من الكهنة وطغيانهم ضد أبناء هذه المدينة اليمنية إلى حد منع دخول صعدة إلا بضمين، من خوفهم، فهم لا يأمنون صعدة!
وحدثني عن مغادرة أبناء صعدة لصلاة الجمعة في مساجد المدينة عند تفاقم الخطباء في التحريض و"الموالاة للخمينية".
جزء النص المفقود الذي يذيل به المهذري منشوراته هي صعدة، المختطفة، الغائبة عن ذهنية الأحرار حتى، ولا بد أن تصاغ الحقيقة.
نحن ضد سلالة قتلت صعدة قبل أن تقتل البلاد، والمجد لصعدة.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك