م. مسعود أحمد زين
اليمن الموحد والواقع السياسي بعد الانقلاب
النظام الجمهوري في صنعاء الذي دخل الجنوب في وحدة سياسية معه 1990 قد أسقطه الانقلاب الحوثي في 2014 وطرد آخر رئيس جمهوري (هادي) إلى خارج الوطن في 2015.
وتم تثبيت حكم الولي الفقيه في صنعاء من ذلك التاريخ حتى اليوم وهو يحكم الآن كل أراضي ما كان يسمى الجمهورية العربية اليمنية باستثناء جيوب للمقاومة في بعض مديريات مأرب وتعز.
هذا هو الواقع السياسي اليوم فيما كان يسمى الجمهورية العربية اليمنية.
الأمر الآخر والمهم هو ما استجد على الساحة الإقليمية قبل أشهر من تقارب معلن بين السعودية وإيران بعد أن قررت السعودية (كخيار وجودي) الذهاب شرقا لتأمين أمنها القومي ومستقبلها الاقتصادي باتفاقيات استراتيجية وضمانات موثوقة مع الصين تشمل من ضمن أشياء أخرى تأمين العلاقة مع إيران على قاعدة التعاون بدلا من المواجهة.
هذا المستجد الإقليمي أسقط خيار الحرب في ملف اليمن لتحرير صنعاء وأصبح الحوثي في حكم الواقع هو السلطة الحاكمة لمعظم مناطق الشمال.
لا يستطيع أحد إنكار المعطيات أعلاه، وبالتالي لم يعد مفهوما لماذا الصراخ لبعض نخب الشمال على كل خطوة يسعى فيها الجنوب لإعادة ترتيب بيته الداخلي بعد انهيار دولة النظام الجمهوري في صنعاء وعدم الحسم في استردادها على مدى ثماني سنوات؟
لماذا الانزعاج من محاولة خلق جنوب متماسك بقواه الداخلية بعد أن سقط النظام الجمهوري في صنعاء وانتهت معه دولة الوحدة مع الجنوب؟!
الذين يصرخون من نخب الشمال بإلزامية بقاء الجنوب في دولة الوحدة هَم في الأساس لا يعملون شيئا حقيقيا على الأرض من أجلها ولم ينجزوا استعادة النظام الجمهوري في مربعهم الأول (محافظاتهم ومسقط رؤوسهم) فكيف تطلب من الجنوب شيئا أنت لم تخلص بالحفاظ عليه في أرضك؟
يا نخب الشمال.. صححوا النداء الموجه للجنوب بما يتطابق مع ممارستكم على الواقع، وبدلا من مخاطبة الجنوب بالبقاء معكم في دولة الجمهورية الموحدة، قولوا (بحسب واقع الحال) ابقوا معنا مساربين بعد "السيد الحوثي" في نظام "الولي الفقيه" وادفعوا الخمس وتقطرنوا باللون الأخضر على جلودكم وملابسكم كلما طلب السيد الحوثي ذلك.
رسالة أخيرة لكل ذي عقل من إخوتنا في العربية اليمنية:
أيهما أفضل لكم كعمق استراتيجي في سبيل أي جهد صادق لاستعادة النظام الجمهوري في صنعاء، هل هو جنوب متماسك قادر على الدعم والمساندة أم جنوب مفتت فيه ما يكفيه من مشاكل داخلية؟
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك