نبيل الصوفي
دروس من انتخابات تركيا.. التغيير هو القوة وليس التمترس
تمسكت تركيا، مجتمعاً ونظاماً، بالديمقراطية في مواجهة كل الشموليات.
نجا اردوجان من الهزيمة ليس بسبب فتاوى المهرجين الذين تحدثوا عن الحلال والحرام، بل بسبب تغييره قواعد عمله على الأرض خلافاً لمعارضيه.
أعاد ترتيب تحالفاته على الأرض، فيما تصرفت المعارضة بثقة أنها ستفوز بدون حلفاء.
اسطنبول، وهي أهم بلديات البلاد، رفضت التصويت لاردوجان الرئيس وصوتت لمنافسه الرئاسي، لكنها برلمانياً صوتت لتحالف اردوجان وحزبه، فحاز على الأغلبية البرلمانية، وستمنحه هذه قوة في انتخابات الإعادة الرئاسية.
وفاز حزب الرفاه الجديد بقيادة "فاتح أربكان" نجل رئيس الوزراء الراحل "نجم الدين أربكان" بـ5 مقاعد، ولم يحظ حزب السعادة الحزب الأساسي لاربكان الأب بأي مقعد.
ولم يحظ حزب المستقبل بقيادة "داود أوغلو" المنشق عن حزب العدالة الحاكم بأي مقعد.
التغيير هو القوة وليس التمترس..
وخطأ اردوجان الجوهري هو التعديلات الدستورية التي كرسته حاكماً فرداً.
إن لم يفز في الإعادة رئيساً سيترك بلاده في صراع بين الرئيس المعارض له وحزبه "العدالة والتنمية".
وإن فاز فستكون آخر دوراته ودورات حزبه معاً.
هو من ربط البرلمان بالرئاسة بتلك التعديلات، ليمنح نفسه الحكم المطلق.