كنت في تعز، سمعت وعاينت بمواقف كثيرة مزوملي الكهنة يصدحون ببحاتهم الدموية التي تقتلنا في السيارات والمترات.
ركبت ذات مرة بدراجة نارية، قلت للسائق: أطفئ.
رفض.. كررت عليه.. ثم ترجلت عن دراجته وذهبت.
مرت بجانبي سيارة بسرعة فائقة و"الليث" يصدح من الداخل، بدراجة نارية أخرى عاتبت أحدهم لسماعه هذه المجازر وحاول أن يبرر لي قائلاً: اثنان من إخوتي شهداء، مع المقاومة، فرددت عليه: وهنا تكبر خيانتك، خنت دماءهما.
سمعت ذات مرة وقرأت قراراً بمنع الاستماع للزوامل والمرة هذه، دون كل مرة، سمعت العجب.. كأن هناك من يريد تأثيث الذهنية وبقصد.
عناصر كثيرة مهمتها في تعز إسماع الناس، هذه المعنويات السوداء، وهي هزيمة معنوية.
فالكهنوت يهيكل العقل اليمني بالمناطق المحررة حتى، ومهما حققنا من انتصارات دون حماية الذهنية الجمعية فالكهنوت يستملك قلوب الناس بالزيف.
اليمنيون أهل عاطفة، سرعان ما تنحرف توجهاتهم بفعل الحشو والتكرار والجس على مكامن الفراغ.
ففي المناطق الشرعية تشتهر الزوامل على سبيل جودة العمل فقط يستمعها الناس.
وهذا مثال كبير كيف الكهنوت وضع نفسه بالعمق.
فالمعلوم أن الإنسان لو كره شيئا كره كل الأشياء المرتبطة به وهذه ليس منطلقها من العفوية، بل نفسية، تدار بحذق كهنوتي.
هذا نداء واستجداء للسلطة في تعز وكل مدينة، إبلاغ ورسالة.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك