عبدالسلام القيسي
العرب وتوحش الأتراك.. هي سيرة التاريخ
طفلان تعاركا بمدرسة داخلية، أتت تركيا كلها تعتدي عليه.
ذهب والده ليحميه وليأخذه من بين أيديهم، ضربوه، حد الكسر، وتكالبوا عليه بالعشرات، ثم أتت الشرطة ورحلته!
هنا لا أتهم أي أحد، أتهم الروح السوداء لهؤلاء الذين لا يتورع أحدهم ويقول: كفوا عن هاذين، عن طفل ووالده، عن غريبين، لم يفكر واحد منهم بإيقاف هذه الجريمة، وأيم الله لو أنه قاتل أبي سأكتفي بالقبض عليه ولن يسمح اليمني لأحد أن يعتدى على أحد بهذه الطريقة، المتوحشة.
لا تبرروا لهم. أنتم في تركيا بأموالكم واستثماراتكم، صنعتم جزءاً من تركيا، وكل سنواتكم مدفوعة وبالفائض، بل هذه عقدة نقص زمنية.
ذات يوم حكمت كل القوميات الخلافة العربية، كلهم تعربوا، الأكراد تعربوا وأغلبنا يعتقد صلاح الدين عربياً وهو الصحيح كردياً.. البيوهيون تعربوا، الزنكيون، كلهم.. والمماليك.
تعرب الفرس بمرحلة ما، والخوارزميون، الدول كلها من خارج هذه الجغرافيا جعلوا من العروبة مادة الحكم والسلطة والتدين.
كل هؤلاء فعلوها إلا الأتراك.
"العثمانيون" تركنوا كل شيء، وكانوا في طريقهم لتركنة القرآن الكريم، فلديهم غيرة من شيء اسمه "عرب" وحكاية السلجوقي التركي، مع الخليفة، شهيرة، وتعامله الجلف المتعجرف.
وآل عثمان أشد من هدموا العروبة لقرون.
تركوا غرناطة تسقط وهم يشاهدون فمادة الحضارة الأندلسية عربية، ولا مكان لهم بوجود العرب فيكرهون العرب.
عبدالحميد الثاني الذي حولوه الى بطل هو من باع فلسطين قطعة قطعة.. باباً باباً.
سليمان الأول أدمى العرب، دموية لا يشهد لها التاريخ بمثال.
والى اللحظة، يعجز العربي عن وضع لوحة عربية كلافتة لمتجره بتركيا. ولتذهبوا الى مدن العالم، مدن امريكا تحولت الى هوية يمنية، من فرط الاعتزاز اليمني بنفسه.
وفي تركيا أتحداك أن تفتخر بعروبتك.
هذه هي تركيا، المزينة بالزيف والدراما والعاطفة والتنظيم العالمي.
فتركيا بمنهجها أن العربي مجرد خائن.
وما حدث لليمني يوم أمس تعبير كامل عن الشعور المتأصل لدى الترك، تجاه العرب ككل، ولا بد أن نعيد تعريف وجود التركي.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك