خالد سلمان
خطاب الحوثي والتماهي مع تطرف "الإخوان"
خطاب عبدالملك الحوثي بالمناسبة النبوية، في نصفه الثاني هو ذاته خطاب عبدالمجيد الزنداني:
لا للدستور، لا حاكمية إلا لله، أي لا انتخابات ولا برلمانات، ولا الشعب هو صاحب الكلمة العليا، هو سيد مصيره وهو من يقرر ويسن التشريعات.
وإسلامية إسلامية لا شرقية ولا غربية.
والنصف الأول من ذات خطاب سيد الحوثيين، نسخة من عبدالله العديني:
الحفاظ على الدين من الصهيونية والماسونية، أي تحت هذا العنوان نشر الرعب وقمع المخالف، ادعاء الفضيلة وتشكيل فرق التلصص والتعقب الدينية.
مجابهة تدمير الأخلاق الإسلامية عبر المناهج والتعليم المختلط ونشر المثلية، التبرج، التغريب والفجور.
محاربة الفنون والعمل المدني والأحزاب، وبث الخوف بفزاعة الحفاظ على الجبهة الداخلية، وملاحقة الطابور الخامس.
الطرفان جماعة عبدالملك وخطاب جماعة الزنداني -العديني، يتماهيان ويقودان اليمن نحو دولة دينية لا مدنية، وإن اختلفت مذاهبهما، يمكنهما الانضواء تحت عباءة واحدة:
تكفير ما عداهما.
الانشداد للماضي والانتصار لثقافة التخلف. تديين السياسة، احتكار الحقيقة، باعتبارهما لسان حال المقدس.
مصادرة الحريات، وإخراج من يعارضهم عن الملة ووصف المجتمع بالجاهلية.
في نقطة ما هما سيتفقان، فقط الصف المقابل لهما هو من يجيد تعميق، في وسطه، التآكل الذاتي الداخلي، بتصعيد الخلاف الثانوي القابل للترحيل إلى الرئيسي، وتسييد خطاب الافتراق.
*من صفحة الكاتب على "اكس"