محمد العلائي
الحركات التحررية الفلسطينية.. أيديولوجيات ومذاهب
على مدى قرن، تنوعت أيديولوجيات ومذاهب الحركات التحررية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال؛ من المذهب القومي العربي العلماني، إلى المذهب الثوري الاشتراكي الأممي، مروراً بالمذهب الوطني القُطري بآفاقه القومية العروبية، وصولاً إلى الأيديولوجيا النضالية الإسلامية.
لكن طوال الوقت ظلت تلك الحركات كلها فلسطينية الطابع: في التكوين القيادي والتنظيمي، وفي القوام البشري الميداني، وفي مجمل الوجود والمصير، (باستثناء بعض المرات التي اشترك فيها العنصر العربي في القتال المباشر إلى جانبها بصورة نظامية أو شعبية بدافع من العقيدة الوحدوية التحررية القومية).
وهكذا.. يتغير العنوان لكن المصير واحد تقريباً.
اعتنق الفلسطينيون الفكرة الثورية الأممية الاشتراكية، لكن لم ينتج عن ذلك احتشاد للثوار -الكادحين والعمال- من أصقاع الأرض للكفاح المسلح جنباً إلى جنب في فلسطين مع رفاق الوضع والقضية والمبدأ ضد الإمبريالية والاستعمار، (كما حدث في فيتنام وكوبا وفي ساحات كثيرة مختلفة خلال ما سميت بـ الحرب الباردة).
وأخيراً، جربوا الفكرة الإسلامية، ولم ينتج عن ذلك أيضاً تعبئة وتوحيد وحشد للمسلمين -العرب والعجم- إلى فلسطين للغرض المأمول نفسه والذي يتطلب عبور الحدود السياسية للدول، (على الأقل كما حدث في أفغانستان والشيشان والعراق).
ما يعني أن التغير في عقائد وشعارات المقاومة الفلسطينية، والتنوع في مستوياتها وآفاقها من الدائرة الأضيق جداً (الفلسطيني الوطني) إلى الأوسع جداً (الشيوعي الأممي أو الإسلامي الجهادي) مروراً بالإطار (القومي العربي)، لا يعدو أن يكون اختلافاً نظرياً فقط لا تنشأ عنه بالضرورة فوارق نوعية عملية كبرى تعبر عن نفسها في درجة التفاعل وحجم الإسناد القادم من خارج الوطن المحتل، أو تعبر عن نفسها كنتيجة ملموسة على الأرض لصالح القضية وأصحابها الأصليين.
الأمر الذي يستدعي دراسة وتقييم تلك المذاهب والتجارب التاريخية كلها بشجاعة وصدق.
وعلى ضوء ذلك يتشكل بديل سياسي وطني بوعي جديد يأخذ بأفضل ما في تلك التجارب.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك