يبدو جلياً أن الحوثي قد جاء في بيئة حاضنة لفكر ما قبل الدولة، حيث تنساق الجموع وتحتشد خلف الوجاهات والخرافة، وتُقاد الناس بتعسف النص الديني، وتأويله لصالح تأليه رموز وتقديس فكر الجماعة.
لذا يُكثِر السلاليون في خطاباتهم وكتاباتهم من استدلالات قرآنية في غير موضعها، تصطفيهم وتزكيهم للهيمنة، وتغدو معارضتهم كفرا وخروجا عن الملة.
نحن أمام خطر حقيقي، ملايين الأطفال في كل إجازة مدرسية يُنتزعون من أحضان أمهاتهم ويزج بهم في دورات تلقين الكراهية وقتل المغاير.
ومن دون خطوات استباقية ووعي موحد وصفوف متراصة وبندقية بوجهة واحدة، فنحن ماضون بوجودهم الحاكم، نحو حروب مذهبية عنصرية لا تنتهي، تطال الشمال والجنوب على حدٍ سواء.
في تراتبية المخاطر، الحوثي خطر أول، سياسةً ووعياً وجغرافيا.
* من صفحة الكاتب على إكس