الهجوم على الانتقالي وكل هذا القصف المركز، يضيئ على منطقة مسكوت عنها، وهو خلل يستوطن الجسم الإعلامي لهذا المكون، حيث الرتابة عنوان هذا الأداء، بما هو عليه من لقاءات منمطة بين أربعة جدران غرف التصوير، وتغطيات تلاحق القادة، ترصد أنفاسهم، سكناتهم، منامهم ويقظاتهم، وكأن هذا الإعلام يخاطب القائد، لا قاعدة الناس المترددين الذين لم يحسموا بعد خياراتهم.
على إعلام الانتقالي أن ينهض من غفوته، أن لا يكون في وضع دفاع جراء تقارير إعلامية كيدية، وعمل ممنهج يستهدفه وتموله أجهزة مخابرات ودول، على هذا الجسم المنتمي لإعلام السبعينيات أن ينتقل إلى فضاء آخر ومساحة أُخرى، يفتح فيها ملفات بيده كل أوراقها، يثير قضايا يمتلك كل مفاتيحها، على إعلام الانتقالي أن يخلع عن نفسه جلد الضحية الذي يئن ولا يقاوم، يتلقى الضربة ولا يُقدِم على ضربة استباقية، عليه أن ينتقل إلى منصة الفعل وتصحيح الذاكرة، وفرض معادلة يكون فيها رأس الرمح أُس الفعل لا صداه المترنح.
في موضوعة الإرهاب ليس هناك من دفع الثمن كما هو حال الانتقالي، ليس هناك من تم استهدافه كشخصيّات وساسة الانتقالي، ليس هناك من تحولت مدنه وشوارعه مرابضَ للسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، كما هو حال مدن سيطرة الانتقالي، ليس هناك من تلاحقه الكمائن كما هو حال رموز الانتقالي، ليس هناك من وضع على رأس بنك أهداف الإرهاب، من الحشد الشعبي ومعسكر امجد خالد والحوثي، وحتى المنطقة الأولى، لا شيء سوى كسر الانتقالي.
من الحاضنة الإسلاموية خرجت القاعدة وداعش وأنصار الشريعة لا من عباءة الانتقالي.
تحقيق البي بي سي غير المتوازن، يفتح على حقيقة أن إعلام المجلس بحاجة لكسر كل هذا التكلس واللغة المحنطة والرتابة في الأداء، بحاجة أن يمنهج وظيفته، ويفتح ملفات من على شاكلة من قتل جعفر ومن استهدف لملس ومن مول اغتيال جواس ومن لم يتوقف عن سفك الدم جنوباً حتى الآن، ومن يغطي ويمول كل هذا الإرهاب.
لدى إعلام الانتقالي طاقات وليس لديه محددات عمل.
* من صفحة الكاتب على منصة إكس