خالد سلمان
اليافطة الإنسانية تحمي الحوثي من قرار التصنيف
في فبراير 2021 تم إخراج الحوثي من قائمة الإرهاب، وفي 15 فبرارير 2024 تم تأجيل تنفيذ قرار تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية عالمية، وفي الحالتين تم سوق ذات التبرير: الحفاظ على عدم مضاعفة معاناة اليمنيين الإنسانية وتوفير فرصة انسياب المساعدات.
وإن كانت اليافطة الإنسانية هي واجهة تبرير قرار يوم أمس، بتأجيل تفعيل التصنيف فإن الحقيقة هي غير ذلك، إذ إن إرجاء تفعيل القرار الأمريكي هو نتاج تفاهمات عبر طرف ثالث مع الحوثي، لخفض تصعيده في البحر الإحمر مقابل منحة ضمانة مؤقتة، مع إبقاء العقوبات مفتوحة في حال عاود عمليات الاستهداف، وهو ما نشهده من انحسار ملحوظ في عملياته في البحر الأحمر.
بعض الدول انخرطت في المسار الدبلوماسي السياسي، لإبطاء اجراءات تفعيل القرار المقرر له اليوم، وإلى جانب عمان تأتي السعودية الأكثر حساسية من توسيع نطاق المواجهات، لتطال حدودها وأمنها الداخلي، ومع إرجاء القرار إلا أن الرياض ما زالت ترى حجم هذه المخاطر، وان العودة إلى مربع الحرب أمر محتمل وتوجس من هذا الانفلات الممكن، استدعت السعودية قوات بريطانية ذات تقنية دفاع جوي عالية، ونشرها في الرياض والمناطق الحساسة بما فيها حقول النفط.
نحن أمام تسوية سماح مُنِحت للحوثي ولكنها ليست فترة سماح غير مقيدة باشتراطات صارمة، دون أن نغفل الرسائل الحربية الصارمة، التي تم الكشف عنها يوم أمس الموجهة من بايدن للقيادة الإيرانية، وتحديد مناطق استراتيجية داخل إيران كأهداف عسكرية، على قائمة الجيش الأمريكي.
المحك الحقيقي لتوكيد المنحى الذي سيذهب إليه الحوثي، هو ما إذا استمر قي تهديد السفن أو خفض مستويات هذا التهديد، حينها ستتاح فرصة الكشف عن طبيعة التفاهمات السرية، وتسقط أكذوبة القلق الأمريكي على الوضع الإنساني في اليمن، لتحل محلها فكرة الصفقة.
من صفحة الكاتب على إكس