حين تعرضت العاصمة عدن ومدن الجنوب الأخرى للعدوان الحوثي الإيراني، كانت الإمارات العربية المتحدة الفاعل الأبرز والأوحد على الأرض، عسكرياً في دعم المقاومة الجنوبية، وإنسانياً في دعم السكان والمشردين جراء الحرب العدوانية.
منذ أبريل/ نيسان 2015م، وحتى اللحظة، والإمارات تقدم مساعدات إنسانية لمدنيين شردتهم حرب يمنية شنها عليهم من يفترض أنهم أشقاء وجيران -لا أود الحديث عن تلك الحرب العدوانية غير المبررة التي شنها اليمنيون على بلادنا- ولكن سأتحدث عن أشقاء سارعوا في مد يد العون ومساعدة الناس على التصدي للعدوان، والتخفيف عن المعاناة الكبيرة التي سببتها تلك الحرب الظالمة.
منذ اللحظة الأولى كانت القوات الإماراتية جنباً إلى جنب مع المقاومة الجنوبية في تطهير الأرض، وفي الخلف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تغيث السكان وتساهم في التخفيف من معاناة الناس، وحتى يوم سحب القوات الإماراتية من الجنوب، ظل العطاء الإنساني مستمراً، رغم المزاعم الكثيرة التي للأسف أن "إعلام شركاء التحالف"، كان مشاركا فيها إلى حد كبير.
قدمت الإمارات دعمها دون أي شروط مسبقة، واعتبرت أي قضايا داخلية هي شأن يخص أهل هذه القضية أو تلك، في حين كان البعض يقدم شروطا على الجنوبيين- تسليم المدن التي حررها أهلها لوجه الاحتلال العسكري الآخر-.
أقولها وبكل مرارة، إن الجنوب دفع فاتورة كبيرة وكبيرة جداً، بفعل محاولة البعض فرض مشاريع، ولا يزال إلى الساعة يحاول جاهدا قتل القضية الوطنية الجنوبية، وقتل أهلها بمشاريع، قد تسأل نفسك، لماذا قامت الحرب أساساً إذا كانت هذه الحلول التي يحاولون فرضها بأساليب ابتزازية رخيصة.
الجنوبيون يشعرون بفخر بتحالفاتهم، على الرغم من أن الحرب فرضت على بلادهم -رغما عنهم- ومع ذلك حققوا الانتصار على الأرض، وها هم اليوم يتباهون بتحالفاتهم، وهذا حقهم المشروع.
المشكلة ليست مع الجنوبيين، المشكلة أنك لم تحسن التعامل معهم، الجنوبيون شعب أصيل وفيّ ومخلص وصادق في تحالفاته، لذلك كان تحالف عدن مع أبو ظبي هو الأصدق والأقوى.
في فلسطين، حين انفجرت حرب السابع من أكتوبر، كانت أبوظبي قد اتخذت موقفاً شجاعاً، برفض تلك الحرب التي كان متوقعا أن الفلسطينيين أو الغزيين هم من سيدفعون فاتورتها الباهظة، وهو ما حصل بالفعل، ومع ذلك لم تكتف الإمارات بالمواقف الدبلوماسية الرافضة لقتل وتهجير الفلسطينيين من ديارهم، بل أطلقت مبادرات إنسانية إغاثية، بداية بإخراج المئات من الأطفال الفلسطينيين مع ذويهم للعلاج في مشافي أبوظبي، وأنشأت مشافي ميدانية لعلاج الفلسطينيين مزودة بأحدث الأجهزة الطبية، وأطلقت عملية فارس الشهم 3 لإغاثة الفلسطينيين.
وفي مصر، حين تعرض هذا البلد العربي العظيم لأزمة مالية، كانت الإمارات قد سارعت إلى تقديم مشاريع استثمارية كبيرة، لدعم الاقتصاد المصري.
هذه أفعال الصادقين مع جيرانهم وأشقائهم، لكن ماذا فعل الآخرون حيال شعوب دفعت فاتورة كبيرة، بعضها أو معظمها نتيجة قرارات خاطئة.
أكرر، أنا لست بصدد الحديث عما تعرض له شعبنا نتيجة قرارات ومواقف خاطئة، ولكن أود التأكيد أن الأفعال الصادقة مع الله أولا وأخيراً، هي من تنتصر في النهاية، نحن لا نلوم أحدا ولا نعاتب آخر، ولكن نحن نشيد بقيادتنا التي خلقت تحالفات وفية وصادقة، أما الآخر فنقول له "تحقيق مصلحتك، ليس على حساب مصلحتي ووطني، هناك قواسم مشتركة بيننا، وهناك عدو معروف، يهدد الجميع، وعلينا ان نسأل أنفسنا لماذا الحرب وما هي النتائج اليوم".
من صفحة الكاتب على إكس