حسين حنشي

حسين حنشي

تابعنى على

الفشل المجتمعي الكلي في الشمال أمام "أقلية سلطوية"

Sunday 24 March 2024 الساعة 03:41 pm

سؤال كبير.. لماذا نتحدث بمرارة وعجز فهم عن الفشل الكلي في الشمال أمام الحوثي؟ وما هو الحل؟

أولاً، بحساب بسيط في كل المجتمعات والثروات والأنظمة التسلطية هناك ما تسمى ب(الكتلة الحرجة) التي تقوم بعمل ما ثوري او سلطوي وتخوض الشأن العام ولا تمثل حتى 10 بالمئة احيانا وهنا تصبح الأرقام غرائبية في الحسبة ويبدر سؤال كبير يقول (لماذا اسرة في كوريا الشمالية مسيطرة على شعب من 27 مليون إنسان؟) او مثلا (كيف يستطيع المعممون في ايران السيطرة على شعب 86 مليون إنسان بهذا التنوع؟) او حتى (كيف أدار البلاشفة ثورة جعلت شعبا مطيعا مع انهم كانوا اقلية) ونهاية (كيف سيطرة داعش بعدها الذي يناهز الأربعين ألفا فقط جغرافيا وسكان بالملايين ان كان مساحة او سكان)؟ فهل كل الشعوب والنماذج تلك مؤيدة لكل تلك النماذج السلطوية التي ذكرنا؟ طبعا لا ولكن كل تلك النماذج السلطوية كانت هي (الكتلة الحرجة) واصبحت الشعوب هنا ولنتيجة كبيرة سأذكرها لاحقا مجرد (حزب كنبة) وسواد اعظم خائف لانه بدون تنظيم وانما (هم فردي للسلامة) وبس.

ثانياً، ما هو العامل الثاني في بقاء هذه الأنظمة؟ الحقيقة انه عامل مهم جدا وهو غياب الثقة في الخصم حامل الرؤية المقابلة لاي نظام سلطوي بمعنى وجود معارضة عسكرية سياسية اجتماعية (فاشلة وفاسدة ولا تقل سوءاً عن النظام السلطوي).. وهو امر محبط ولا يجعل من الشعوب (كتلة حرجة) لعدم ثقتها فتصبح الوضعية غيابا تاما لتأطير الشعب ككل (في كتلة حرجة) ضخمة تقتلع النظام السلطوي وبهذا يحصل الفشل المجتمعي الكلي كما هو في الشمال حاليا فشل (قبيلي حزبي مدني فشل مجتمعي كامل).

ثالثاً، عندما تصل الحالة إلى الفشل المجتمعي في ايجاد (كتلة الشعب الكبيرة الحرجة) لمواجهة (كتلة الأقلية السلطوية) تصبح النضالات (فردية في شخص او منطقة او قبيلة كل فترة) فتظهر "الحالات الفردانية" هذه بطبيعة الحالة اصغر من "كتلة النظام السلطوي وقدراته" فتقمع بوحشية وتهزم وهي معزولة عن الجهد العام للشعب المفترض انها ضمنه وتصبح (عبرة لمن اعتبر) وتضيف إلى قوة النظام السلطوي قوة ويصبح كل فرد وقبيلة ومنطقة تحسب أنها إذا تحركت ستدمر وحيدة دون حتى ان تجد من يبكي عليها وبهذا يترسخ الفشل المجتمعي الكلي امام (اقلية سلطوية) لم يجعل منها مسيطرة غير غياب الإطار العام للشعب إطار يثق به الشعب ويمثل أملا..

ولهذا تبقى التقلبات المجرمة السلطوية حاكمة على شعب لا يقبل بها ويعارضها ويبقى من لا يفهم التاريخ يسأل: كيف لشعب تعداده 30 مليونا ان يحكم بهذه الطريقة من اقلية لا تمثل حتى نصف مليون؟ والإجابة ببساطة ان النصف مليون كتلة حرجة فاعلة وان بقية الملايين لديهم فشل مجتمعي كامل نتيجة من يقوم الجبهة الأخرى ومن يصنع منهم (الكتلة الحقيقية الحاسمة).. ولكن هذا الوضع لا يستمر طويلا لا سيما كلما ازداد اجرام السلطة الظالمة ومجازرها وفسادها…

الحل ببساطة لنجاح في الشمال وكل النماذج برأيي هو: التخلص من الحامل للجبهة المقابلة وإيجاد مشروع وطني يمثل أملا يصنع من الشعب كل الشعب كتلة ضد كتلة الحوثي وعندها سيتغير الوضع. 

ما رأيكم أنتم؟

من صفحة الكاتب على إكس