استمعتُ بالمصادفة إلى برنامجٍ وعظي يُبث من إحدى الإذاعات المحلية بعد صلاة الجمعة.
كان “الفقيه”، مقدم البرنامج، يرد على أسئلة المتصلين، واتصلت شابة تسأله:
– ما حكم البنت التي تظهر على أخيها وهي لابسة بنطلون جينز؟
رد فضيلة العلامة يصرخ:
– حراااااام حراااام حراااام لأن فيه فتنة، والفتنة تثير شهوة الرجل أيًّا كان!
الأمر ذاته تكرر في برنامج دعوي آخر عبر التلفزيون في إحدى القنوات الدينية العربية، كان فضيلة العلامة مقدم البرنامج يقود هجومًا وعظيًّا شرسًا على البنطلون الجينز حين ترتديه الفتاة، واصفًا “الجينز” بأنه أم الرذائل لِما فيه من فتنة!
ولكي يثبت نظرية التحريم تلك كان يصرخ من داخل التلفاز بصوت باكٍ لكأن القيامة قد قامت والناس في غفلة الجينز، ويردد وهو يحلف يمينا مغلظا:
– والله والله والله إن البنطلونات الجينز لفتنة!
وليثبت صحة كلامه أردف يقول:
- ولتتأكد من كلامي هذا أخي المشاهد المسلم.. دع ابنتك تلبس بنطلون جينز قدامك وتأمل بنفسك إلى مفاتن هذا البنطال الضاغط على جسدها! وانظر ما الذي سيتحرك فيك من الرغبات والشهوات، والعياذ بالله!
لا إله إلا الله والشهوة المقحوشة التي في هذا الأب الصالح الذي لا عد يفرق بين بنته واخته!
وأسألكم ما ذلحين كيف يمكن إقناع هؤلاء المرضى الذين يعيشون بغريزة حيوانية أن الناس مشم حيوانات زيه؛ ولا هم مجرد شهوات منفلتة حتى يفكر أحدهم بهذا المنطق البليد والسخيف!
ثم من هو هذا المعتوه الذي يمكن لغريزته الجنسية أن تتحرك حيال بنته أو أخته؟ إلا إنْ كان حيوانًا، أو مريضًا، أو بلا عقل من أصله.
وعلى أية حال،
فالمريض لا بد أن يخضع للعلاج ليتشافى.
والحيوان يمكن بكل بساطة أن يؤخذ إلى حديقة حيوانات ليتسلى مع بقية الحيوانات دون الحاجة إلى هذا الصراخ الديني الذي يثير التقـزز، ويسيئ لأخلاق الناس قبل كل شيء.
والأسوأ من ذلك كله:
كيف يُسمح لمثل هؤلاء المكبوتين “الفرغ” بني الفرغ أن يصيروا دعاة، ويدخلوا بأفكارهم الوضيعة هذه إلى البيوت باسم الله؟!
حتى وإن كانت أي امرأة أخرى ترتدي بنطال جينز مثلاً، أو بلا ملابس من أصله..
الأصل في أخلاقيات الإسلام أن يغض المرء بصره، وهذي هي قمة الأخلاق.
والاصل في جوهر العبادات وفي جوهر الأخلاق ان الله سبحانه في القلب والعقل والضمير مش في البنطلون حتى يخلعه المؤمن عند أيّ إغراء ياموسمك.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك