عندما نراجعكم بشأن عبد الوهاب وتغضبون
ما الأمر؟
من نراجع غيركم؟ عيدي أمين.
هذا يحفظ لنا صواب بقائنا هنا في صنعاء، نتدافع معكم ونرفض ونحتج ونتحدى ايضا، هذا ما يليق بنا، وهي وظيفة الكاتب ومهمته في الدفاع عن حقوق الناس والنضال في سبيل العدالة.
نحن معارضة، فما الذي تتوقعونه؟
وما الذي تنشدونه مع عبد الوهاب أكثر مما فعلتم؟ ان يموت في السجن مثلا؟ هل سيجعلكم ذلك افضل؟
السلطة لا تنتقم ولا تسلك منهج اخراس الجميع، والزج مع كل معتقل في السجن بالمؤسسات القضائية مع السجين ووضعها رفقته خلف قضبان اللامسؤولية واللاقيمة في وعي المواطنين.
اطلقوا سراح عبد الوهاب، وان ينجو مثقف ومناضل وطني من النهاية المأساوية وعودته الى بيته بكامل شخصيته واتزانه النفسي وحتى سمعته كمناضل ومعارض شريف فذلك لن يتهدد وجودكم كما تعتقدون، هي هكذا السياسة وتدافع الناس، وهذا قانون الحياة وادارة الحياة، فمهما غابت القوى المناوئة لك وفقدت فاعليتها في الخارج ستنشأ اصوات وقوى داخلية تعارضك من الداخل بادوات الداخل وشروط الداخل وممكناته، هي هكذا الأمور، فتوقفوا عن اشتراط الصمت وتحول كل مثقف وكاتب إلى شخص مسكون بالرعب من ان يحدث له كما حدث لفلان، هل تريد ان تحكم الناس ام تتحداهم؟ اتنشد حياة عامة ممكنة ومعقولة ام انه العسف والمستحيل؟ ذلك ان الصمت التام وتقبل ما انتم عليه والإذعان التام مستحيل، تقبلوها كما هي سلطة ومعارضة ولو كثنائية في حدودها الاقل وبشروطها اليمنية المتاحة، ولم تعد مهمتنا هي انكار وجودكم وحقكم في التصرف كدولة بقدر ما هو رفض الحق الحصري في الحكم "الحق الالهي" فاحكموها بالحق الواقعي، بكونكم الآن المسيطر على مركز الجغرافيا والكتلة السكانية الأكبر، اما وقد تلاشت نصوص الدستور وعطلت فلتكن القوانين المعروفة، ولينتقل أمر الاعتراف في هذه المرحلة اليكم، وبدلا من قسرنا على ان نعترف بكم بكل ما انتم عليه وكما انتم بايديولوجيتكم واختزالكم للهوية اليمنية في هوية تنظيمية، اعترفوا بنا انتم كمواطنين لنا حقوق وكرامة وحرمة.
اطلقوا سراح عبد الوهاب، ويكفي ما حدث للآن، وان اطالة سجنه والتمادي في النيل منه مع ما يعانيه من ضغط وسكري والتهابات العيون وانزلاق غضروفي ستحيلون الحكاية برمتها لمأساة وخطيئة وورم، اطلقوا سراح عبد الوهاب
اطلقوا سراح كل سجين اخذ بالظنة والوشاية، اطلقوا سراح من انتهت مدة عقوبتهم، اطلقوا سراحنا جميعا من هذا الضغط النفسي الهائل.
اطلقوا سراح عبد الوهاب بعد بيان نادي القضاة، لترسلوا للناس ما معناه: بصنعاء نادي قضاة ونائب عام ودولة ترعد رعيد.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك