صاروخ حوثي اتجه إلى صافر، تم مواجهته ببيان استنكار، وجماعات قبلية اتجهت من تعز إلى مران للقاء عبدالملك الحوثي تحت غطاء وفد قبلي لحلحلة ملف الأسرى، وجهود مطردة لإكمال السيطرة على المرتفعات المطلة على باب المندب ما يجعله تحت مظلة الصواريخ الحوثية.
كل يوم يتقدم الحوثي في اختراقاته خطوة، مقابل حالة سكون حد اللامبالاة من الطرف الآخر، ما يعني أن لدينا معركة يخوضها الحوثي منفرداً دون مجابهته جدياً بطرف أو بأطراف أُخرى.
هناك قيد غليظ يسلسل عنق القرار الوطني، يحتكر قرار السلم والحرب، ينخر في مصداقية قدرة من يدير البلاد، ويقدمه لجماهيره في وضع العاجز عن امتلاك المبادأة في إدارة شأن الحرب والقرارات المصيرية.
الإقليم يقتِّر في ضخ السلاح، إلى درجة أن لا دفاعات جوية تسقط صواريخ ومسيرات الحوثي، وأن استهدافاته للمجالات الحيوية للشرعية أو عدم استهدافاته لا يمت بصلة لتوازن الردع، بل بتنسيق بين الحوثي والرياض لإبقاء مقرات الشرعية خارج بنك الأهداف، بما فيها مقرات الحكومة والرئاسة، والمنشآت الاقتصادية الحيوية.
عطَّل الحوثي إنتاج وتصدير النفط في شبوة وحضرموت، وقبل أيام أعلن صراحة أنه سيضرب نفط مأرب ما لم يتم توزيعه على الشعب، أي هو الشعب الذي يطالب بحصته وبما يفوق الخُمس وأكثر من المناصفة، وسيتطاول الحوثي على اقتسام كل الثروات بما فيها مداخيل المطارات والموانئ التي تقع خارج سيطرته، طالما بقي الطرف الآخر منقسماً على نفسه، وبقي الإقليم يراهن على أن الحوثي هو من سيحمي مصالحه، ولا يرى ما يمنع من الدخول بصفاقة ثنائية معه: للحوثي الحكم وللجوار أمنها الداخلي، ولحلفاء الرياض حضور ديكوري يمنح الصفقة صفة الشراكة، ويبصم على خارطة حل مقابل فتات من تقاسم الحصص.
ومع أن الحوثي بلا حواضن شعبية، وإن إخراج الناس قسراً للميادين ليس مؤشراً للالتفاف حوله، فإن ما يجعله يكسب في مضمار السباق خطوة إلى الأمام، هو أن القوى المناهضة له يسكنها الشك المتبادل، وأن الخصومة تحت سقف الرئاسي أولوية، والحوثي ثانوي في مقياس سُلّم المخاطر.
راهن الحالة اليمنية:
لا قرار مستقل.
لا وحدة داخلية تشد من جسم مناهضي الحوثي، ترمم حالة الاهتراء والتشظي.
ولا قوى إقليمية ترى في الحوثي خطراً على مصالح ومستقبل الداخل اليمني وبالتالي أمن الجوار.
من صفحة الكاتب على إكس