فُتحت طريق الحوبان- القصر- المدينة بعد سنوات حرب مدمرة، ذاق فيها اليمنيون عامة، والتعزيون خاصة، صنوف العذاب والتشرد والتهجير والنزوح وهُجروا من منازلهم رغمًا عنهم بفعل الحرب ووقوعها في مناطق النزاع والتماس، املًا منهم في العودة إليها حين تحط الحرب أوزارها.
وها هم اليوم وبعد فتح الطريق، وبعد أن تشردوا وبُهذلوا وأهينوا في مناطق النزوح وفي أرض غير أرضهم، وكانت أحوالهم في منتهى السوء والحرمان، يعودون إلى تعز لاسترجاع حياتهم وبيوتهم التي حُرموا منها لمدة عشر سنوات عجاف ظنًا منهم أن مدينتهم ستستقبلهم بالورد وبالترحاب، لكنهم للأسف يتفاجأون بأن بيوتهم وممتلكاتهم يقطن فيها أفراد وعساكر من المقاومة مع ذويهم، يرفضون إخلاءها وربما تناسوا أنها ملك للغير.
يرفض المحسوبون على مقاومة تعز الخروج من بيوت الناس وعذرهم أنهم شاركوا في تحرير تعز وقدموا الشهداء، عذر في منتهى السخف ولا يعطيهم الحق إطلاقًا للاستيلاء على بيوت المواطنين.
يا هذا وذاك، حجتك أنك شاركت في التحرير لا تدل إلا على عقلية الناهب والبلطجي..
صحيح أنك شاركت في التحرير لكن ذلك لا يعطيك الحق بالاستيلاء على منازل وممتلكات المواطنين.. انت شاركت في التحرير لتدافع عن مدينتك لا أن تحتل ممتلكات أبناء مدينتك المعذبين، وليس مبررا لك لعدم تسليمهم بيوتهم، وإن كنت تريد المكافأة على مشاركتك بالتحرير فاطلبها من السلطة لا من ظهور الناس الكادحين..
ما ذنب من عادوا لتعز إن كانوا هُجروا من منازلهم وتشردوا وتعذبوا في مناطق النزوح ليعودوا لعذابات أخرى وقد بيوتهم محتلة والعذر انكم "شاركتم في التحرير"، واتهامهم أنهم "حوثة"؟!
ليس من الإنصاف في شيء أن يُعامل العائدون لتعز بهذا الإجحاف والحرمان من بيوتهم وإدخالهم في معمعة الشريعة لاسترجاع بيوتهم. ألا يكفيهم عذابات التشرد والنزوح؟
قضية تسليم بيوت الناس تضع سلطة تعز والجهات الأمنية أمام تحمل مسؤوليتهم الإنسانية والوطنية، وضرورة إصدار أوامرهم لكل من استولوا على بيوت الناس بإخلائها دون قيد أو شرط ودون أي ابتزاز لمن ذاقوا في النزوح صنوف القهر، وذلك كي لا تكون نقطة سوداء وعيباً أسود في جبينهم، واتهامهم باحتلال بيوت مواطنيهم.
يا سُلطة تعز.. أعيدوا بيوت الناس.