مصطفى ناجي
الشرعية وتد خيمة اليمنيين وأمل الغالبية في الخلاص من هذا الجحيم
كل المؤشرات تقول إن الأمور ذاهبة إلى التصعيد في اليمن وإن الحرب وشيكة وأقرب إلى الحدوث من اجتراح معجزة السلام.
لكن المدهش أن مؤشرات التصعيد رغم جسامتها وحساسيتها تسير بموازاة إجراءات طفيفة وهامشية من طرف الحوثي تحث على الاسترخاء والتساهل والتغافل عن مكامن الخطر خصوصا من طرف الشرعية أو لنقل بعض مناطقها.
من ذلك:
- سريان خطاب مكثف وممنهج لتجاوز الماضي مقابل القبول بفتات يلقي به الحوثيون خارج الاتفاقات وعلى هامش القضايا.
- الطعن في علاقة الشرعية بالمناطق وتعطيل حلقات الوصل والتشديد على الأعطال والفت من عضد اي تلاحم او روح مقاومة.
- الغرق في قضايا ومشاحنات كلامية وصراعات بينية اساسها وسائل التواصل الاجتماعي. كم الجهد اللازم لمتابعة صراع الديكة الوهميين!
- التسخين المكثف لجولات الحوار او المشاورات برعاية عمانية دون الاستناد على جوهر تشاور معلوم.
ستجدون أكثر توصيف متداول هو رخاوة الشرعية يقابله حزم وجرأة الحوثي. هذه اللغة تخلق في المخيال العام واقعا أكبر من الحقيقة العملية وتخدم الحوثي لأنها تمتدح سلوك المافيا ولا تساعد في تحسين أداء الشرعية او تشكيل رقابة لعمل الحكومة.
عيوب الشرعية لا تحصى ومناطقها حاصل جمع سلطات متنافرة، حيث القانون أقل احتراما ووحدات الدولة التنفيذية أقل مهنية وموارد مشتتة واعتماد على المساعدات الخارجية يصل إلى حد الاستسلام والرضوخ.
لكنها وتد خيمة اليمنيين لعقود طويلة قادمة وأمل الغالبية في الخلاص من هذا الجحيم.
فإما أن يستلذ الناس بجلد الذات ويمهدون الطريق للحوثي أو يحرصون على بناء دولة يسودها القانون ويستعدون لمواجهة مصيرهم ورسم مستقبلهم.
من صفحة الكاتب على إكس