خلال شهر، منعتُ نفسي من الاتصال والتواصل إلا في حد أدنى، لاستعادة العافية، والحمدلله، الهدوء والتماسك مورد عظيم للصحة.
ومع أول زيارة لتويتر، أحسست بقيمة "الإعلام" وبأسف كبير لانحسار جهد الإعلاميين، في مواجهة هيمنة "الهذيان".
"الإعلام" شروط مهنية، لا أتحدث عن الصواب والخطأ، فالمهنية قد تخدم السيئ وتهزم الصواب.
الحديث فقط عن "قواعد المهنية.
ونحن بحاجة لإعادة التزامها، وبثقة أن الناس ستقرأ وتفرِّق بين الإعلام وبين التواصل.
كان معانا "مقايل" على رغم سوء كثرة الكلام المهدور فيها فهي لا تتجاوز ساعتين، فكيف بمقيل "تويتر".. يفرض عليك قراءة "هدار" ليس بالضرورة سيئًا، لكنها عبارة عن آراء وانطباعات شخصية، لا تراكم عندك معرفة بل مجرد كلمات "تطيش" في صحن المستمع.
ستمر عليك ساعات وأنت تتعرض لهدار مشتت من كل حَدَبٍ وصَوْب.
مهما كانت برامج الفلترة والانتقاء.
لن تشبع من طيشان يدك في المائدة، ولن تبني معرفة من ساعات تتركها للتصفح المفتوح.