خالد بقلان
تهديدات عبدالملك الحوثي عمل إيراني ضمن المهمة المناطة به في إطار المحور!
عاد الحوثي لتهديداته متوعداً المملكة العربية السعودية كونها طرف الحرب كما أسماها عبدالملك الحوثي في خطابه بمناسبة العام الهجري الجديد..!
فيما المملكة العربية السعودية تقدم نفسها كوسيط وليس طرفاً، وهو ما قبل به الحوثي برعاية عمانية وكجزء من مضامين الاتفاق غير المُعلنة بين المملكة وإيران..!
وهو ما نتج عنها خارطة الطريق وهي مشروع حل سياسي متعلق باليمن أتى في سياق توجه الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن ونتاجاً للاتفاق السعودي- الإيراني، ومشروع خارطة الطريق يمنح الحوثيين مشروعية سياسية وينقلهم من حالتهم كـجماعة ثيوقراطية متمردة ومدانة بقرار 2216 ومرتبطة بمشروع الحرس الثوري الإيراني ودوره التخريبي في المنطقة، وتنقلهم من هذه الحالة الفوضوية والإرهابية إلى جزء سياسي وأصيل من مكونات الدولة اليمنية وهذا يسقط قرار 2216 والتصنيفات ضدهم..!
تعطل مسار الحل السياسي في اليمن عندما قفز الحوثي لتعطيل حرية الملاحة في المياه الإقليمية والدولية بالبحر الأحمر وخليج عدن وهو ما دفع الولايات المتحدة لتشكيل تحالف الازدهار لحماية حرية الملاحة وتصنيف جماعة الحوثي جماعة إرهابية عالمية.
ورغم ذلك إلا أن الحوثيين حينها بعد عملية 7 أكتوبر الإرهابية، اعتقدوا انهم ليسوا بحاجة لخارطة الطريق، بحكم المهمة الموكلة لهم من طهران في إطار محورها، إضافة إلى أنهم لم يعودوا بحاجة لرواتب ولديهم القدرة على الحشد دون تكاليف تحت مسمى نصرة غزة..!!
لكنهم سرعان ما وجدوا انفسهم بحاجة للعودة لخارطة الطريق لأسباب عدة أهمها مسابقة الزمن قبيل عودة ترمب للبيت الأبيض، وما تعانيه الحركة من انقسامات وحالة تفكك المزاج الشعبي من حولها، وجراء الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي اليمني في عدن، هذا من جانب. ومن جانب آخر، وهو الأهم بالنسبة لإيران لأن لديها إدارة جديدة وتهدف لضرورة أن تتعامل المملكة معها لتجديد الاتفاق وإضافة إليه اتفاقيات اقتصادية بين المملكة وإيران وقد تكرر إيران سيناريو 7 أكتوبر من خلال الحوثيين في حال تم التوصل لاتفاقيات سعودية- أمريكية...!
لذا فإن تهديدات الحوثي هدفها عودة التفاهم مع طهران وعقد اتفاقيات اقتصادية معها والتراجع عن قرارات البنك المركزي والعودة لخارطة الطريق وتوقيعها، و هو ما ترفضه الإدارة الامريكية طالما ظلت عمليات تعطيل حرية الملاحة من قبل الحوثيين فإن العودة لخارطة الطريق غير قابلة للنقاش من قبل الأمريكان..!
وهو ما يعني أننا أمام عودة حتمية للتصعيد العسكري. ويبقى السؤال هل ستضمن إيران من خلال أي اتفاق تجاري أو اقتصادي مع المملكة منع الحوثيين من استهداف العمق السعودي وتحويل اتجاه الحرب إلى الداخل اليمني باتجاه المناطق المحررة وعلى رأسها تعز ومأرب وشبوة وكرش والساحل...؟!