سعيد بكران

سعيد بكران

تابعنى على

المخلاف الضحية لا الجاني

منذ ساعة و 28 دقيقة

عبده محمد علي نعمان المخلافي (1937 - 1969)، ولد في قرية السدري في بلاد المخلاف في محافظة تعز، عام 1356هـ الموافق 1937م، أحد أبرز مؤسسي الإخوان المسلمون في اليمن وتعز تحديداً. 

ومن هذا الأساس والخلفية، يمكن فهم استيطان التنظيم الإرهابي في المخلاف بتعز.

لكن أكبر خطأ يمكن أن تقع فيه تعز وتيارها الوطني هو تحويل القضية الوطنية التعزية في مواجهة التنظيم الإرهابي العابر للحدود الوطنية للدول والأوطان، إلى قضية مناطقية تدين منطقة بعينها دون الغوص في جذور المشكلة.

إذا كان مؤسس التنظيم ينتمي للمخلاف فمن الطبيعي أن تكون المنطقة البؤرة الأساسية للتنظيم، لكنها ليست حدود الجماعة الفاسقة وإنما المنطلق لكل المناطق في تعز والجنوب والشمال وخارج الحدود. 

وعند الغوص الحقيقي في جذور أزمة المخلاف مع التنظيم وبه، سيكتشف الباحث المتجرد أن المخلاف نفسه وسكانه هم أول ضحايا هذه الجماعة التي استوطنت المخلاف ليستوطن معها الجهل، والعنف، والبطش والسلاح ونقض الدولة والفوضى في ما يزيد عن 74 عاماً، ملأت فيه الجماعة الدنيا ضجيجاً بشعارات التحديث والتعليم والديمقراطية والدولة العادلة، ومواجهة الديكتاتورية.

وكلها شعارات كاذبة، لم ينتج عنها إلا الجهل والتخلف، وديكتاتورية الجماعة السرية والفوضى وهدم الدولة والمجتمع. 

يكفي أن تعلم أن مؤسس الجماعة المخلافي كان ذات زمن مديراً للتربية والتعليم في تعز، ولك أن تتساءل بعد 74 عاماً من قبضة الجماعة على التربية والتعليم ومناهجها وإداراتها، أين هي الثمرة؟ 

لأحرار تعز لا تعطوا التنظيم فرصة مناطقية يحول بها نفسه ويغير جلده من منطقة لأخرى فهو في كل المناطق.

ضعوا معياراً واحداً يحرر كل تعز بكل مناطقها من قبضة هذا الوحش المتخفي ومدوا يدكم لأحرار المخلاف لإنقاذهم من سطوة الظلم والجهل وليست لإدانته بظلم جاثم عليه منذ 74 عاماً. 

اصنعوا مشروعاً وطنياً تعزياً في وجهة التنظيم اللاوطني وميراثه القذر وتاريخه ورموزه الحركية وعناصره كلها في كل المناطق.

من صفحة الكاتب على منصة إكس