يكذبون على البسطاء في حفلة دفاعهم عن حق العيسي في الجمع بين التواجد في الدولة والتجاره معاً.
لا أحد اليوم يتحدث عن معاداة التجار وتحرير التجار والتجارة.. بل الحديث يتركز حول فصل التجارة عن السياسة ومراكز النفوذ في الدولة.
والاعتراض على الدمج بين التجارة والسياسة ليس موقفا ضد شخص أو منطقة، وإنما رفض لمنهج فاشل ذاق الناس مرارته طيلة عهد الوحدة التي جعلت التاجر مركز نفوذ وحكم وسلطة.. وتمزقت البلاد بين مراكز النفوذ التجاري والسياسي، وما تعيشه اليوم هو نتيجة ذلك السلوك الاستحواذي الذي يخدم أشخاصا، وطبقة الحكم تحديدا ولا يخدم الاستثمار والتجارة النظيفة التي تقوم على الأرباح التجارية ولاتستخدم الأرباح التجارية لخدمة المكاسب السياسية لأفراد وأسر لاعلاقة لهم بالتجارة والاستثمار.
الخلط بين التجارة والسياسة كالخلط بين الإدارة والسياسة، وكالخلط بين الدين والسياسة..
واستخدام التجارة للسياسة يفسد التجارة والسياسة معاً.. تماماً كاستخدام الدين لصالح السياسة لايبقي للناس ديناً ولا للساسة سياسة.
وهو نظير استخدام الإدارة العامة لخدمة السياسي يفسد الإداره وتتحول الإدارات العامة لفروع أحزاب سياسية تعمل وتتوقف بناءً على توافقات الساسة وخلافاتهم
الدين والتجارة والقبيلة مبان أساسية لأي مجتمع تخدم فكرة الدولة كسلطة للجميع لكنها لاتخدم رجال الدولة بشخوصهم وعوائلهم، وعندما تتحول هذه المباني لأدوات بيد رجال الدولة يعيش رجال الدولة كمراكز نفوذ لكن الدولة تسقط ويبقى للناس مراكز نفوذها تتصارع على مصالح التجارة والقبيلة والدين.
الناس تطالب بفصل التجارة عن السياسة لا بإعادة سلوك دولة عفاش الذي حول التجارة من مسارها الطبيعي الذي عرفته الإنسانية إلى خليط بين السياسي والتاجر.
وعندما يتحول السياسي إلى تاجر، من الطبيعي أن ينشئ لتجارته ونفوذه السياسي قوى مسلحة لتحمي المركز السياسي بأموال المركز التجاري من منافسات التجارة والسياسة وهي منافسات طبيعية، لكن الخلط بين المركزين يحولها لحروب أهلية وتفكك مفهوم الدولة.
هذا الاصطفاف الإعلامي الكبير الذي يدافع عن العيسي التاجر والمسؤول الحكومي غير المعلن أو المعلن، دليل أن العيسي ليس مجرد مستثمر، لأن المستثمر العادي والتاجر الطبيعي لايحتاج لحشد من الإعلاميين يدافعون عنه وعن حقه في الاستثمار.
حق التاجر الطبيعي تكفله قوانين التجارة والتنافس الحر والعرض والطلب والأرباح والخسائر.. ولهذا لايحتاج المستثمر والتاجر غير السياسي للصرف على مجموعة التلميع الإعلامي.
اخجلوا من أنفسكم وأنتم تدافعون عن استعادة نموذج دولة عفاش وعبدالله الأحمر وعلي محسن وحميد..
اخجلوا ودافعوا عن حق الناس في دولة لكل التجار وكل القبائل وكل المناطق وكل الطبقات!