على متن حافلات النقل الداخلي (الباصات)، وفي زوايا المساجد، وأركان المجالس العامة والملتقيات الاجتماعية، يتبادل اليمنيون أخبار العميد طارق صالح ورفاقه من القوات المشتركة (حراس الجمهورية، المقاومة التهامية، ألوية العمالقة)، بنوع من التلميح حيناً، والتصريح حيناً آخر.
في الأسواق العامة، ومجالس الاستراحات المفتوحة، وعلى موائد الإفطار والسحور (الرمضاني)، وملتقيات عيد الفطر، وفي صالات الأفراح والمناسبات الاجتماعية، يتغامز اليمنيون، سراً وعلانية، بأخبار طارق وتغريدات طارق، تحليلاً ومعلومة، قصصاً وأحلاماً متوقعة، أمنيات وأدعية، كما لو أنهم ينتظرون ليلة القدر هذا العام تشرق من جهة الغرب..!
مشرف حوثي يلاحق بمسلحيه إمام مسجد قرأ في صلاته جهراً "والسماء والطارق.."، وخطيب حوثي يحرّض الآباء على قتل أبنائهم "المبشرين بطارق"، ومشرف حوثي ثالث يحرم أسرة نازحة من سلّة غذائية حين كتب في خانة المستفيدة "أم طارق"..!
اعتقالات واسعة طالت قيادات مؤتمرية وناشطين سياسيين وحقوقيين ومهتمين بالشأن العام، بتهمة التواصل مع "خُبرة طارق"، والتنسيق مع قوات "طارق"، وترديد اسم "طارق"..!
غرف عمليات خاصة على مدار الساعة، لمراقبة ورصد وتعقب واعتقال المفضلين لتغريدات طارق، وأصحاب "اللايكات" لمنشورات طارق، والهامسين باسم طارق.
لقد بات طارق صالح، طارق عفاش، طارق أي شيء، بات هذه الأيام حديث الناس وأسطورتهم المتناقلة، وحكايتهم لأطفالهم قبل النوم، ليس لأنه من ريحة "الزعيم"، وذكريات "معاشات وإكراميات رمضان"، ودقدقات بائع اسطوانات الغاز" أبو 1000ريال، فحسب، بل لأنه بات في أذهان العامة أمل الخلاص، وأجر الصبر على المعاناة، و"فلفلة" خزان الوقود بقيمة مقدور عليها، وفرحة استلام الراتب كل 30 يوماً، بات طارق ورفاقه أيقونة إعادة الاعتبار للأنظمة والقوانين واللوائح الإدارية، وعلبة دواء مريض متوفرة في رفوف المشافي الحكومية، ومكافأة مدرّس آخر كل شهر، ونشيداً حماسياً يردده التلاميذ صباح كل يوم مدرسي، تحت سارية يرفرف علوّها بيرق الجمهورية اليمنية..!