فكري قاسم

فكري قاسم

تابعنى على

الإنسان الآلي في اليمن !

Friday 13 July 2018 الساعة 03:34 pm

وهو صغير كانت اللعبة الوحيدة اللي يعرفها هي " الآلي" وأي واحد كان يسأله زمان: ايش تشتي تقع لما تكبر يابطل؟ يقله بسرعة: اشتي أقع إنسان آلي.

واحنا في اليمن، طبعاً، مانشجع المواهب ولا نهتم بها، على عكس إيران الخبيثة اللي تشتي يكون معاها في المنطقة رجال آليين يخدموها وينفذواأجنداتها، وعشان كذا تبنت إيران هاذاك الصغير من حين وعاده يلعب في الكهف وبسم الله الرحمن بدأوا يصنعوا من "عبد الملك" رجل آلي خاص بهم. وعشان يكون عبده إنسان آلي فاعل، علموه النصع جيداً بالآلي.. وعلموه الحوار بالآلي، وأخبروه أن الطريق إلى الجنة مُعبّد بالمعابر، وكان طموح عبده أن يكبر بسرعة عشان ينتع الآلي من يد الدولة ويستخدمه للانتقام لعلي بن أبي طالب ولفاطمة وللحسين ولزين العابدين ولكل الأهل والأصدقاء في موقعة الجمل وصفين، وكبر الفتى عبده داخل الجرف في مران وهو يتعلم كيف يصبح إنسان آلي، ومع الوقت أصبح الآلي عند "عبده" هو وسيلته الوحيدة للذهاب إلى العصر، والحمد لله بلادنا الآن بفضل عبدالملك الحوثي وجماعته تعتبر أحسن دولة تستخدم النظام الآلي في العالم. وما فيش مدينة ولاقرية ولا بيت من بيوت اليمن الآن إلا وفيها "إنسان آلي" مع الذخيرة كمان.

وهذا إنجاز كبير، طبعاً، يُحسب لعبدالملك الحوثي الذي طور اليمن مره مره الصدق. و"عبده" بصراحة تعب كثير عشان مستقبلنا وعشان رفاهيتنا ومافيش مواطن يمني الآن إلا وهو مقعلل في البيت لاشغل ولا مشغلة والإنسان الآلي يشتغل بداله ويستلم المرتب بداله، ويحارب بداله، ويأكل ويشرب بداله، وفين حد يلاقي هذه الرفاهية اللي أكرمنا بها عبده.

عبده مش أي إنسان آلي.. عبده إنسان آلي باشت يعمل كل شيء عشان يدخلنا الجنة وهو بالمناسبة انسان آلي ظريف وجالس لليوم يلاعب الشعب اليمني غماية من داخل الجروف في مران. ومن هناك يتحكم بمصائرنا ويدير حياتنا بطريقة زعماء العصابات.. محد يشوفه أو يلتقي به، وبينه وبين الشعب مجرد وايرات ورجال آليون أخر يضيئون طريقه بالزوامل وبالأولي بينما هو عاكف هناك داخل الجرف لا يسمعنا، ولايشاهدنا في الشوارع، ولايعرف مدننا ولا قرانا ولا حاراتنا، وليس لديه أي علم بما حل بنا من خراب بسبب طموحه الآلي.

تقوله: يا أخ عبده، لي منع ابوك، البلاد تفككت، والشعب جاع، وكل شيء من حولنا أصبح خرابة، وهو خبيئا في جرفه المكنون يصيح "الموت لأمريكا الموت لأسرائيل!" 
تقوله: بس يكفي حرب ويكفي خسارات.. ولكنه لا يأبه لما نقول لأنه في الأساس إنسان آلي يتلقى الأوامر من المُصنع، ويصدر الأوامر لأناس آليين آخرين في الميدان ينفذون الأوامر وهم لا يشعرون بنا تماماً كما هو حال الإنسان الآلي بالضبط.
واللي يقول إنه مافيش عندنا إنسان آلي، نقوله لا ياخبير أنت غلطان.. عندنا طفرة بالرجال الآليين.
ذلك الرجل المبندق حسين بدر الدين الحوثي، إنسان آلي وإلا مشو آلي؟ 
وهذا عبد الخالق الحوثي، إنسان آلي والا مش آلي؟
وهذا أبو علي الحاكم، إنسان آلي وإلا مش آلي؟
وهذا محمد علي الحوثي، آلي والا مش آلي؟
وهذا حسن زيد السياسي الذي كان يلبس بنطلون جينز ويكلمنا عن التعايش والحوار، قده الآن إنسان آلي يرتدي البندق ولا رامبو مثله.
وهولا الزينبيات المحملات بالبنادق هن نساء آليات أو أنا غلطان؟ 
وهؤلاء الصغار الذين يظهرون بكثافة في الشوارع وفي الجبهات وهم يحملون السلاح على أكتافهم، هم أيضاً أناس آليين لمستقبل زاهر في اليمن سيكون لصيقاً بإنجازات عبده الرجل الآلي. 
وهذا الوضع اللي احنا نعيشه في اليمن الآن، مبندقين في كل زغط وفي كل شارع، هو وضع آلي والا مش آلي؟

على فكرة من زمان واحنا نتحول أناساً آليين لأشخاص ضد أشخاص آخرين، ونتحول أناساً آليين لأحزاب تستخدمنا في خصوماتها السياسية ضد أحزاب أخرى، وأحياناً نتحول أناساً آليين لصالح بلدان أخرى ضد بلادنا للأسف.