مشاعر متداخلة تتزاحم مع كل عودة إلى أرض الوطن، طمأنينة اللحظة مع قلق الغد، الأمل في القادم مع ألم الحاضر، خيبة هنا أو هناك، غير أن الرجاء قائم.
المثير جداً للدهشة أن مفاتيح الحل بأيدينا، بمقدورنا بشيء من الإيثار للوطن أن نضع حداً لهذه الحرب، وبالتنازل عن الأطماع غير المشروعة ستتلاشى المشكلة، وثمّة أجيال وأجيال على مقدرة واستطاعة تامة لبناء هذه البلاد المنهكة، فقط ينتظرون الفرصة.
يتطلع الجميع للسلام وإنهاء هذه الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا.. إلا الأشقياء، وحدهم متشبّثون بمواقفهم الأنانية، فمتى سيرحلون؟!
اليوم عدنا إلى حضرموت، وهي أنموذج للسلام والعمل الدؤوب نحو الاستقرار، ومع كل ما يبذله إنسانها المكافح إلا أنها تعاني التهميش وزرع التحديات والمصاعب في طريقها.
تستطيع حضرموت وغيرها أن تقف بالصادقين من أبنائها، غير أن سلوك المنظومة السياسية المركزية المهترئة يعيق تقدمها!!
تستحق البلاد تصحيحا سياسيا عادلا، وهامشا حقيقيا يكفل حق الشعوب في اختيار مستقبلها، وآن للأجيال الشابّة والمؤهلة أن تتصدر المشهد، فمن الظلم والجور أن تستمر وصاية جماعة متخمة بصراعات سابقة على حاضر البلاد ومستقبلها.
ما زال أملنا في دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وفي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن ينظر بواقعية إلى ما وصل به حال اليمن، أن ينصتوا لشكوى صنعاء وأنين عدن، أن ينصروا تعز وتهامة وينصفوا حضرموت ومأرب.. أن يقفوا مع الوطن دون الأسماء، فقد طال الزمن.