مكرم العزب

مكرم العزب

عن حريق أقدم المصافي في الجزيرة العربية.. هل من تحقيق؟

Tuesday 15 January 2019 الساعة 07:42 pm

قبل أيام سمعنا خبر تشكيل وزير النقل في حكومة الشرعية لجنة للتحقيق مع مدير مطار عدن في حادث كسر زجاج إحدى المعدات، وتم على إثره تشكيل لجنة طويلة عريضة لتنتهي بتوقيف مدير المطار واستبداله بشخص مقرب من وزير النقل، بالرغم أن مثل هذا الحادث البسيط كان لا يستحق كل هذه الهنجمة والفخفخة والزنط، وكان يمكن لوزير النقل أن يقيل مدير عام المطار ويستبدله بدون حركات نصف كم أو تكليف لجان، والغريب أن المال الذي صرف كتكاليف لمهمة التحقيق أضعاف عشرات المرات من قيمة الزجاج المكسور..!

بالأمس نتفاجأ بتوجيهات دولة رئيس الوزراء عند زيارته للمصفاة المغدور بها بتوجيهه بالتحقيق في حادث الحريق، وبحضور وزير النفط، وقام وزير النفط بعدها بتشكيل لجنة من نفس موظفيه، كتحصيل حاصل ولحفظ ماء الوجه أمام رئيس الوزراء، وكأن الموضوع لا يهم الوطن بأكمله، وقد تعامل معه وزير النفط مثلما تعامل زميله وزير النقل مع كسر زجاج المُعدة في المطار..

هذه -ورب الكعبة- هي قمة المهزلة من مسؤولين فقدوا أدنى المعايير المهنية والأخلاقية والوطنية، وبالشعور للانتماء للوطن.

هذا الحادث لا ينبغي أن يمر مرور الكرام، ويتم التعامل معه بهذه المهزلة التي أعلن عنها وزير النفط وبهذا البرود المقيت.

تدمير وإهلاك ونهب وحرق هذا الصرح الاقتصادي والتاريخي الشامخ، ليس ككسر الزجاج في مطار عدن يا سادة.

حادثة تدمير منشأة وطنية وإحراقها، بحجم مصفاة عدن تقتضي من دولة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء تشكيل لجنة من أعلى المستويات المهنية والأمنية والاستخباراتية والقانونية، ومن الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، وإشراك مؤسسات المجتمع المدني وعلى رأسهم المجلس الانتقالي الجنوبي، ومن الأحزاب الوطنية المصطفة مع الشرعية ومن النقابات المهنية وأجهزة الإعلام الرسمية وغير الرسمية، ويشرف عليها بشكل مباشر رئيس الجمهورية ومجلس النواب ورئيس الوزراء.

وقبل كل التحقيقات ننتظر أن نرى من نهبوا ودمروا وأحرقوا هذه المنشأة في السجون، كما رأينا دهمس ورفاقه من قبل، وإبان وجود الدولة في الجنوب.

نريد إجراءات ترد الاعتبار للدولة ولهيبتها المفقودة، حتى يعتبر كل من تسول له نفسه المساس بأمن الدولة وممتلكاتها التي هي ملك للشعب... لا لزيد أو لحسن.

رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في محك حقيقي لإجراء تحقيق حازم وجازم وشفاف، يهز الكون في هذه القضية بالذات.. وإما يكونان أو لا يكونان. وعلى الراي العام بأكمله في الوطن أن يعلنوا حقيقة الولاء لهم أو البراء منهم... والدهر فقيه.