ومع كل 23 من يناير نقف بكل مجد وخلود لنستطرد التاريخ، ونعيد فصوله الخالدة على سطور التاريخ، ونستذكر عظمة وشموخ وعز وإباء وأنفة هذا التاريخ الذي به حُطمت قيود الكهنوت الحوثي، وقُطعت يداه الآثمتان الإجراميتان واللتان استباحتا طهر وطن مقدس وجارتا عليه وحولتاه إلى محرقة مدوية وجرفتا كل جميل فيه في سعي حثيث وعلى خطى الشيطان لفرض الهيمنة الإيرانية كواقع على جغرافية اليمن، ومثلت مديرية المخا أهمية استراتيجية لتنفيذ ذلك المشروع الخبيث والهادف إلى إضعاف المنطقة وفي مقدمتهم الأشقاء في دول الخليج.
ولذلك استماتت الميليشيا الحوثية للسيطرة على المخا، وانتحرت كلاب الحوثي المسعورة على أطراف المخا في محاولاتهم الجنونية للبقاء في مدينة المخا، ولكن ذلك الجنون داسته بيادات جيشنا الوطني اليمني وبمساندة الأشقاء وفي مقدمتها الدور البطولي الأسطوري الخالد للأشقاء في إمارات الخير والنصر، والتي بجهودها ودعمها السخي ودفعت بقوة إلى شحذ الهمم وتشمير السواعد لتحرير المخا وتمريغ أنوف الحوثية في طهر رمال الساحل الغربي الذي تحول بتحرير المخا إلى جهنم الأخرى التي تتلقف فلول الحوثي وعتاده، وتسحق أرتالهم وتشد الخطو وعلى عجالة للتوجه كالسهم صوب عمق مدينة الحديدة ومينائها الذي تستخدمه الميليشيا لإيصال الأسلحة المهربة إليه وبتواطؤ أممي، كان ميامين وأبطال القوات المشتركة للمقاومة الوطنية عند قدر النصر، ولم تقبل بسواه ولن ترضى له بديلاً.
ولما يمثله الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمخا ولأهمية تحريره والذي تم في ال23 من يناير الخالد، فيجب أن يكون هذا التاريخ عيدا وطنيا يحتفي به المنتصرون، ومقارنة واضحة بين ما كان عليه المخا في عهد وأزمنة السيطرة الحوثية البائدة وكيف هي المخا اليوم بعد تحريرها وتسليمها لأبنائها لإدارة مرافق الدولة، وكيف تحولت المخا إلى جوهرة بحد ذاتها وازدهرت ازدهارا نوعيا في فترة وجيزة بعد أن حولها أبناؤها بدعم الأشقاء في دولة الإمارات إلى جنة بعد تفعيل خدماتها وتعزيز بناها التحتية والتطور الجبار في المرافق الصحية والخدمية.
وكما كان بارق النصر من المخا يجب أن يحتفى به وهو أحق بالاحتفاء.