بشرى عبدالله
الحوثيون .. أنصار الموت وأعداء الحياة والحب
بالأمس وبينما كنت أتسوق في أحد المولات، كلمني أحد الباعة أن جماعة الحوثي قامت بحملة، على المول للتأكد من عدم وجود أي مظهر من مظاهر الاحتفال بعيد الحب.
وبعد أن قاموا بحملتهم تلك كللوها بخطبة في المول، بدا البائع معترضا على الخطبة والقيام بها في المول أكثر من تلك الإجراءات التي سبقتها.
كان البائع يحدثني وكأنه يلعص كلماته، ويضغط عليها حتى لا يفهمها أحد غيرنا، لمح بطريقة ضمنية وقصر بالشرح، فلم يرغب الاستفاضة بالكلام تجنبا لسماع أي شخص حديثنا، وسرعان ما أنهى الحديث وأقفله وكأنه أخطأ منذ البداية في التحدث به إلى زبونه لا يعرفها.
مع أن حديثه عن ما حدث في "يوم الحب" جاء عارضا دون تخطيط أو تعمد، فعندما أنتهيت من الشراء ووضع لي الأغراض في كيس ملون بلون لم أحبه قلت له، أيش هذا اللون؟!
قال ما في غيره واللون الأحمر، قلت له هات الذي باللون الأحمر، قال بس الأحمر بيعمل لك مشكلة الآن.
قلت أطرح فيه الأغراض وبس، ومن هنا جاء تلميحه لما قام به الحوثيين يوم الخميس الماضي داخل المول.
لم أستفهم منه أكثر لأن المحل كان مليء بالزبائن، أخذت الأغراض ومضيت، وأنا أشوف الكيس بيدي أحمر وطلاء الأظافر دم الغزال، والخاتم فيه شيء من الأحمر أيضا، ليس احتفال بشيء، لكن الأمر جاء هكذا، ومر طقم عسكري ورأيت مدني يقوده، ومن ثم رأيته يجري اتصالا بهاتفه، فقلت ربما سيبلغ عني! .
وبعد ساعات من التسوق مر ولد يتراوح عمره 16عاما ويرتدي قميصا أحمر ومتسخ، فمر بجانبه شابين، فقال أحدهم للآخر: هذا يشتي يحنب بنفسه، رد عليه الآخر: أمس كانوا يمسكون كل من يرتدي أحمر مش اليوم.
أعدت النظر لذلك الفتى، لم يكن في هيئته شيء ينبئ أنه من أولئك الذين سيحتفلون بما يسمى عيد الحب، يبدو متعبا ومنشغلا بأشياء أهم.
بغض النظر عن مواقفنا وآرائنا بما يسمى بعيد الحب، أعتقد أن الاحتفال به لن يكون بسوء أي شيء يحدث في اليمن، اليمن الغارق في الفساد والفوضى والعنف والصراع منذ سنوات، ماذا ستعمل فيه احتفالات رمزية شخصية وبسيطة أكثر مما قد عملت به كل هذه الفوضى والعنف طيلة السنوات الماضية؟!
ليس هناك أي نجاح لأي سلطة تستخدم قوتها القهرية لتلزم الناس بالتخلي عن مباهجهم ومناسباتهم؟! وأن يطارد لون على سخف الرمزية التي اختصروا فيها الحب ليس في هذا أي بطولة أو سيادة.
حملة وتأهب وترقب للون الأحمر ولمظاهر احتفال الناس وكأن كارثة سوف تحدث، ليت تدابير مثل هذه واهتمام مماثل يصرف ويوجه في أمور أهم وتؤثر على معيشتنا، كتوفير مادة الغاز المنزلي بدلا من التذلل والاعتماد على عقال الحارات وبحصة محددة وعلى فترات زمنية تخلينا نقطر الغاز بالقطارة أو نضطر لشرائه من السوق السوداء...ليس هذه جل ما يجب النظر إليه لكني أذكر مثل بسيط فقط.
كم بدا اللون الأحمر مخيفا ومرعبا ومستفزا لهؤلاء؟، اللون الأحمر الذي يغمر الورد والهدايا اللطيفة أو القمصان أو الأحذية فقط .
مع أن لون الدم أحمر، دم أبناء اليمن الذي يتم هدره منذ سنوات دون توقف.
لكن ليس في هذا ما يستدعي الاضطراب والإهتمام والخوف، ليس في قود الآلاف من الشباب والفتيان والأطفال للمحارق ما يدعو للقلق أو الإستفزاز!.
لن ينسى الناس كل هذا، وسيتصرفون في المستقبل بالطريقة التي تجنبهم الوقوع بالفخ ذاته.
* من صفحة الكاتبة علی ( الفيس بوك )