حاول الإخوان "الإصلاح" مراراً، وراهنوا بكل قوتهم ومؤامراتهم وأجندتهم الخبيثة إسقاط مدينة تعز تحت هيمنتهم، تماماً كما أسقطوا محافظة مأرب تحت سيطرتهم، وفرضوا هيمنتهم عليها إما بالقوة والحديد والنار أو بشراء الولاءات.. وما سهل مهمتهم أن مدينة مأرب كانت أشبه بالصحراء القاحلة ويتحكم بها مشايخ القبائل الأقرب ولاءً للتيار الإخواني، فجعلوا من مأرب معقلاً خاصاً بالإصلاح وأتباعه، ومعتقلاً سرياً لمن يخالفهم الرأي أو يعارض توجههم.. ويقيم الإخوان حفلات التعذيب في عشرات السجون والمعتقلات السرية الخارجة عن السلطة والتي تتبع الجماعة فقط، ويريدون لتعز أن تكون كذلك..
لهذا عمل الإخوان بكل جهدهم وقوتهم لإخضاعها بالحديد والنار، واستخدموا جميع الوسائل الإجرامية والإرهابية لإخراج خصومهم عن المشهد العام لتعز ليخلو لهم الجو لتنفيذ مشروعهم الشيطاني، لاسيما بعد فشل تنفيذ المشروع في المحافظات الجنوبية والشرقية، وانهياره تماماً أمام صلابة الوعي الجنوبي ويقظتهم، وكذلك تعز ما زالت حتى اليوم عصية على الاستسلام للإخوان ومشاريعهم التمزيقية والتفكيكية والاستعلائية.
فقد استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي الإطاحة بالمشروع الإخواني وتفكيكه بعد فضحه وتعريته وكشف أهدافه الشيطانية والخبيثة، وفي ذلك الحين استمات الإصلاح وجمع قواته وأجنحته الإرهابية وخلاياه المتطرفة لضرب التلاحم الشعبي والمجتمعي حول المجلس الانتقالي.. وزعوا التهم الزائفة والأكاذيب، ونشروا الشائعات المضللة والهدامة والتي تستهدف القيادات الجنوبية التي كانت بدورها أقوى من المشاريع الإخوانية، واستطاعوا إحباطها بالتفاف الأخوة في التحالف العربي حول مشروعهم الوطني.
وما يحدث اليوم في تعز ما هو إلا إعادة لعجلة الأحداث التي حصلت في المحافظات الجنوبية وبنفس المشاريع المضللة والهدامة والتي تستهدف القيادات الوطنية، واستطاع الإخوان إخلاء تعز من خصومهم السياسيين والمؤثرين على الأرض، كما حصل مع كتائب أبي العباس وغيرهم.. وكما يحدث اليوم من معارك وأحداث دامية وكارثية في شوارع تعز، والتي توسعت لتشمل أهم الأحياء في المدينة وفي طريقها للتوسع بكامل المدينة، وذلك بعد تعزيز الإخوان بدفعة جديدة من المتطرفين أسموهم بالحشد الشعبي، والذين لا ينضوون ضمن قوات الجيش، بل ينتمون ويؤطرون ضمن جيش الحزب الإخواني "الإصلاح" والذين تلقوا تدريباتهم في اللواء 17 مشاه في المركز التدريبي في يفرس لتخوض القوات الإخوانية "الحشد الشعبي" أولى عملياتها العسكرية الميدانية في شوارع وأحياء مدينة تعز، بينما كان الأحرى بها أن تباشر عملياتها من الجبهات في مواجهة التمدد الكهنوتي الحوثي.. ولكن ما يحدث اليوم في تعز هو دلالة أن جبهات الإصلاح لا تستهدف الحوثيين بقدر ما تستهدف الوطن والقيادات الوطنية، وأن الهدف الاستراتيجي للإخوان هو فرض هيمنتهم وسلطتهم على ما وقع تحت سيطرتهم من محافظات وهم رحماء على الحوثيين أشداء على الوطنيين.
وهنا يجب كسر هذا الجموح الإخواني الطائش والشيطاني والنزق في تعز في معركة الوعي المجتمعي بخطر الإخوان وبوصلة معركة إعلامية في الدرجة الأولى شعبية بامتياز قائمة على الوعي ومتكئة عليه.